طيار بلجيكي يروي قصة نجاته من ثوران بركان نيوزيلندا: الماء أنقذنا

الرماد الساخن المنبعث من بركان نيوزيلندا حرق جسد الطيار البلجيكي

لم يصل اثنان آخران من ركاب رحلة الطيار بريان ديبو إلى الماء، وقد غمرتهم سحابة من الرماد الساخن من ثوران الجزيرة البيضاء، وأصيبوا بحروق خطيرة، وأدلى الطيار البلجيكي المولد، بشهادته أمام محكمة منطقة أوكلاند يوم الخميس في محاكمة لثلاث شركات سياحة وثلاثة مديرين متهمين بخرق السلامة خلال كارثة 9 كانون الأول، وقال ديباو للمحكمة: "الماء هو الذي أنقذنا".

كان الطيار وركابه الألمان الأربعة من بين 47 شخصاً في منطقة وايت آيلاند، التي تقع على أطراف بركان تحت البحر معروف أيضاً باسم "واكاري"، عندما انفجر البركان وانتشرت الغازات شديدة الحرارة، وأصيب معظم الناجين الخمسة والعشرين بحروق شديدة.

طيار يقفز إلى المحيط للنجاة من ثوران بركان نيوزيلندا

قال الطيار البلجيكي، الذي يعيش حالياً في كندا، أنه كان يعمل فقط مع شركة الرحلات السياحية Volcanic Air لمدة ثلاثة أو أربعة أسابيع وكان يقوم بأول رحلة طيران غير خاضعة للإشراف مع الشركة في اليوم الذي ثار فيه البركان، وأكد أنه نبّه اثنين من ركاب الطائرة أثناء إعطاء تعليمات السلامة، قائلاً: "إذا رأيتني أركض، اتبعني فوراً".

وعندما ثار البركان، أراد الركاب العودة إلى المروحية، لكن الطيار قرر أن الماء كان خياراً أكثر أماناً، حيث أضاف في إفادته أمام المحكمة: "سمعت عميلي يقول هل يجب أن نركض الآن؟ نظرت خلفي ورأيت عمود الدخان يرتفع لأكثر من كيلومتر، ورأيت صخوراً وحطاماً تندفع نحونا، لذلك أوضحت لهم ضرورة اللحاق بي، صارخاً: 'اركضوا، اركضوا إلى الماء، اتبعوني".

وقد عبر ديباو وأحد الأزواج مسافة 200 متر إلى الماء قبل أن يهبط الرماد، حيث علق: "في اللحظة التي وصلت فيها إلى المياه، أصبح لونها أسود، وصل الرماد إلينا ولم أستطع رؤية أي شيء"، وأردف: "كان الوصول إلى الماء سيستغرق دقيقة أو دقيقتين، كنت أحاول حبس أنفاسي لأطول فترة ممكنة حتى رأيت بعض الضوء من خلال الرماد".

وأكد "ديبو" أنه ساعد راكبيه الذين تجنبوا الإصابة بالحروق للصعود إلى قارب، حيث فقد أحد السياح نظارته والتصق الرماد بالعدسات اللاصقة للمرأة، لذلك واجه كلاهما صعوبة في الرؤية، وأشار إلى أن الزوجين اللذين لم يصلا إلى الماء "احترقا بشدة".

وأظهرت الصور التي تم عرضها في المحكمة أن المروحية تعرضت للقصف بفعل قوة البركان قبالة منصة هبوطها، وأوضح الطيار بريان ديبو، أثناء استجوابه من قبل المدعي العام ستيف سيمونز يوم أمس الخميس، أنه كان يعتقد أنه ستكون هناك إشارات تحذير قبل ثوران البركان، ولم يكن يعلم في ذلك الوقت أن البركان كان قد اندلع سابقاً وبشكل مفاجئ في عام 2016.