خريطة تفصيلية جديدة للقلب البشري توفر إمكانيات كبيرة لعلاج أمراضه

أطلس شامل لخلايا القلب البشري

في دراسة جديدة نُشرت في مجلة الطبيعة Nature ، أنتج الباحثون أطلس خلايا القلب البشري الأكثر تفصيلاً وشمولاً حتى الآن، بما في ذلك الأنسجة المتخصصة لنظام التوصيل القلبي حيث تنشأ نبضات قلب الإنسان.

يقود الفريق متعدد المراكز، معهد ويلكوم سانجر والمعهد الوطني للقلب والرئة NHLI في جامعة إمبريال لندن، وقد قدم أيضاً أداة حسابية جديدة لإعادة استخدام الأدوية تسمى Drug2cell، والتي يمكن أن توفر رؤى جديدة حول تأثيرات الأدوية على معدل ضربات القلب.

ماذا يستهدف أطلس القلب البشري الجديد؟

وقالت الدكتورة "ميشيلا نوسيدا"، المؤلفة الرئيسية للدراسة: "يمكن أن يوفر لنا هذا أداة لا تقدر بثمن لتحديد الأدوية الجديدة التي تستهدف خلايا معينة، وكذلك المساعدة في التنبؤ بأي آثار جانبية محتملة في وقت مبكر من تركيب الأدوية".

هذه الدراسة جزء من مبادرة أطلس الخلايا البشرية الدولية HCA، التي ترسم خرائط لكل نوع من أنواع الخلايا في جسم الإنسان، لتطوير فهمنا للصحة والمرض، وستشكل الأساس لأطلس خلايا القلب البشري المتكامل HCA.

أطلس القلب الجديد يرسم خريطة تفصيلية لخلايا قلب الإنسان

تم رسم ثمانية مناطق من قلب الإنسان، ويصف العمل 75 حالة خلوية مختلفة بما في ذلك خلايا نظام التوصيل القلبي، وهي مجموعة الخلايا المسؤولة عن ضربات القلب، التي لم يتم فهمها على هذا المستوى التفصيلي لدى البشر من قبل، حيث يرسل نظام التوصيل القلبي البشري، "أسلاك" القلب، نبضات كهربائية من أعلى القلب إلى أسفله وينسق نبضات القلب.

وباستخدام علم النسخ المكاني، الذي يعطي "خريطة" لمكان تواجد الخلايا داخل الأنسجة، تمكن الباحثون أيضاً من فهم كيفية تواصل هذه الخلايا مع بعضها البعض لأول مرة، وتعمل هذه الخريطة كدليل إرشادي جزيئي، حيث تُظهر شكل الخلايا السليمة وتوفر مرجعاً مهماً لفهم الأخطاء التي تحدث أثناء المرض، كما ستساعد النتائج في فهم الأمراض مثل تلك التي تؤثر على إيقاع نبضات القلب.

أطلس خلايا القلب البشري يوفر إمكانات لعلاج أمراض القلب

يعد أطلس خلايا القلب البشري أمراً أساسياً نظراً لأن أمراض القلب والأوعية الدموية هي السبب الرئيسي للوفاة على مستوى العالم، حيث يتم زرع حوالي 20000 جهاز لتنظيم ضربات القلب الإلكتروني كل عام في المملكة المتحدة وحدها لعلاج هذه الاضطرابات، ويمكن أن تكون هذه الأجهزة غير فعالة وعرضة للمضاعفات والآثار الجانبية، كما أن فهم بيولوجيا خلايا نظام التوصيل وكيف تختلف عن خلايا العضلات يمهد الطريق إلى علاجات أفضل لتعزيز صحة القلب وتطوير علاجات موجهة لاضطراب نظم القلب.