أسباب الإصابة بـ قصر النظر الشيخوخي وكيفية التعويض عن فشل رؤية الأجسام القريبة

قد لا تحتاج إلى نظارات عندما تكون صغيراً، ولكن مع تقدمك في السن، قد تجد نفسك مضطراً لارتداء النظارات، ويحدث ذلك عادةً في يوم من الأيام أثناء النظر إلى قائمة أو صحيفة أو علامة خروج على الطريق السريع.

قصر النظر الشيخوخي

بالنسبة للكثيرين، يأخذ هذا التدهور شكل فقدان الرؤية القريبة، المعروف لأطباء العيون باسم قصوُّ النظر الشيخوخي وللعامة بـ " قصر النظر الشيخوخي"، إنها حالة تفشل فيها عيناك في التركيز على التفاصيل القريبة.

يبدأ معظم الناس في ملاحظة قصر النظر الشيخوخي في وقت ما في الأربعينيات من العمر، لكن الخبراء يقولون إنه بمرور الوقت، يؤثر في النهاية على الجميع تقريباً، فلماذا يحدث ، وهل يمكننا فعل أي شيء لتغييره؟

يعد قصر النظر الشيخوخي جزءاً من عملية الشيخوخة، مثلما قد يبدأ جسمك في فقدان المرونة مع تقدمك في السن، تفقد عينيك أيضاً المرونة التي كانت تتمتع بها من قبل.

هناك جزء واحد من العين يساهم في رؤيتنا، ويسمى العدسة، وعلى عكس عدسة الكاميرا، التي تركز على التفاصيل عن طريق ضبط المسافة بين قرصين زجاجيين، فإن عدسة عينك تتغير في الواقع، وتصبح أكثر انبساطاً أو انحناء بشكل أكبر اعتماداً على ما إذا كانت الأشياء التي تنظر إليها قريبة أو بعيدة، ومع ذلك، مع تقدم أعيننا في السن، تبدأ العدسات التي كانت مرنة في السابق في التصلب، ونتيجة لذلك، يفقدون القدرة على رؤية الأشياء عن قرب.

وبمرور الوقت، يؤدي تدهور البصر هذا إلى ضعف كبيرة في الأداء، حيث قدرت دراسة نُشرت في عام 2015 في مجلة طب العيون أنه، بناءً على سجلات التعداد، فإن الخسارة المحتملة في الإنتاجية بسبب طول النظر الشيخوخي غير المصحح أو المصحح بشكل ضعيف ستكون أكثر من 25 مليار دولار، أو 0.037 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.

حل مشكلة قصر النظر الشخوخي بارتداء النظارات:

تُعد صعوبة قراءة الأحرف الصغيرة علامة منبهة لقصر النظر الشيخوخي، ولكن الحالة لا تؤثر فقط على الوظائف التي تتطلب القراءة، حيث نظرت دراسة نُشرت في عام 2018 من مجلة " The Lancet " في جامعي الشاي في الهند الذين تزيد أعمارهم عن 40 عاماً، وتُعرف هذه الدراسة العشوائية بتجربة "" PROSPER، والتي تعني دراسة الإنتاجية للتخلص من قصر النظر الشيخوخي عند سكان الريف.

ووجد الباحثون أن تزويد العمال بنظارات القراءة زاد من الوزن اليومي للشاي الذي تم اختياره بنسبة 22 في المائة تقريباً مقارنة بالمجموعة الضابطة، عندما يتعلق الأمر بعلاج قصر النظر الشيخوخي، فإن ارتداء النظارات يظل النهج الأكثر شيوعاً.

التمارين الرياضية ونمط الحياة:

الشيخوخة هي حقيقة من حقائق الحياة، لكن هل يمكننا منعها من التسبب في مثل هذه الخسائر الكبيرة؟، يمكن للناس استعادة بعض القوة والمرونة في أجسامهم التي تتقدم في السن عن طريق تناول طعام صحي وممارسة الرياضة بانتظام، ولكن هل يمكن لمثل هذه العادات أن تحافظ على رؤيتنا أو ربما تحسنها أيضاً؟

يقول الدكتور ساينز أن هناك عقبات أمام شيخوخة العيون تجعل الأمر صعباً، وقال: "المشكلة في قصر النظر الشيخوخي ليست في العضلات، إنها تكاثر الخلايا الشبيهة بالجلد في العدسة، وحالياً، لا توجد طريقة لمنع هذه الخلايا من التكاثر أو منع هذه الروابط من التكون".

وأشار إلى أن دراسات اختبار القطرات التي تهدف إلى كسر روابط العين المتصلبة مع تقدم العمر لجعل العدسة أكثر مرونة، ومع ذلك فإن التقدم بطيء، إذ كانت إحدى القطرات فقط واعدة في التجارب السريرية بالفعل، لكنها لم تصل أبداً إلى نقطة النهاية الإحصائية.

لكن ربما لا نزال نحتفظ ببعض القوة للحفاظ على البصر القريب، فالشيخوخة هي أكبر عامل خطورة للإصابة بقصر النظر الشيخوخي، لكن التعرض للأشعة فوق البنفسجية قد يلعب دوراً رئيسياً أيضاً.

وتشير بعض الأبحاث إلى أن قصر النظر الشيخوخي قد يتأخر من خلال توفير حماية من الأشعة فوق البنفسجية، باستخدام النظارات الشمسية، وقال الدكتور ساينز: "قد يكون هذا هو السبب في أننا في الجنوب نرى قصر النظر الشيخوخي قبل بضع سنوات من ظهوره على المرضى في المناطق الشمالية".