لماذا تُخلّف حرائق الغابات انهيارات طينية وفيضانات؟

منوعات

سبب حدوث الانهيارات الطينية والفيضانات بعد حرائق الغابات

18 تموز 2023 14:48

اندلعت واحدة من أكبر حرائق الغابات في مقاطعة لوس أنجلوس في جبال سان غابرييل عام 2020، مما أدى إلى احتراق أكثر من 115000 فدان، وإلحاق الضرر وتدمير أكثر من 150 مبنى، بالإضافة إلى انتشار الرماد والدخان على مدينة أنجيلينو المنهكة سلفاً بسبب وباء كورونا.

الانهيارات الطينية والفيضانات تزيد أضرار حرائق الغابات

ولكن حتى بعد أن أخمد رجال الإطفاء ألسنة اللهب أخيراً، فإن حريق بوبكات، مثله مثل ما يسمى بـ "الحرائق الضخمة" الأخرى التي أصبحت أكثر شيوعاً بسبب تغير المناخ.

حملت القدرة على إحداث المزيد من الفوضى في أعقابها، وعندما تغمر العواصف المطيرة المناطق المحترقة، يمكن أن تؤدي الفيضانات والانهيارات الطينية وتدفق الحطام إلى تفاقم أضرار الحريق.

يساعد فهم كيفية تراكم المياه ومراقبة حركة الجريان السطحي وتدفق المياه في مناطق الاحتراق السلطات على توقع متى وأين قد تحدث أحداث ما بعد حرائق الغابات حتى يتمكنوا من تزويد السكان المتضررين بالإنذار المبكر من الفيضانات المفاجئة وحركة الحطام.

لطالما اعتبر العلماء أن فقدان الغطاء النباتي أثناء الحريق يترك التربة عرضة للتحرك لأن جذور النباتات التي تثبت التربة في مكانها تذبل وتموت، ومع ذلك، لطالما كان لدى العلماء وجهة نظر مختلفة وهي أنه عندما تحترق الأوراق، فإن غلافها الشمعي يشكل مادة عضوية وزيتية على سطح التربة.

ويخلق هذا الطلاء الشمعي طبقة مقاومة للماء على السطح أو بالقرب منه، ويعتقد العلماء أن هذه الطبقة تمنع الأرض من امتصاص الماء ، مما يؤدي إلى جريان سريع للمياه يحمل الطين والحطام، دعا بحث جديد نُشر في مجلة " الطبيعة Nature"  إلى التفكير مرة ثانية بهذه النظرية.

-اكتشاف مستجمعات المياه:

راقب العلماء في كلية الآداب والفنون والعلوم في جامعة جنوب كاليفورنيا دورنسيف، بالتعاون مع باحثين من جامعة ميشيغان، وهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية وجامعة روتجرز، موسمي أمطار بعد حريق بوبكات، من كانون الأول 2020 إلى آذار 2022، واكتشف الفريق أن هذا الماء، في الواقع، تمتصه الأرض المحترقة التي تحتوي على هذا الغلاف الشمعي.

وعلى وجه التحديد، درس الفريق ثلاثة مستجمعات مائية، وهي مناطق من الأرض تستنزف الأمطار وتذيب الثلوج في الجداول والأنهار، في جبال سان غابرييل في جنوب كاليفورنيا، حيث احترق اثنان من مستجمعات المياه خلال حريق بوبكات عام 2020 والآخر لم يتأثر بالحريق، ووجد الباحثون أنه بعد حرائق الغابات، جاء جزء كبير من تدفق المياه في مستجمعات المياه الثلاثة من المياه التي تم امتصاصها من قبل التربة.

وقال جوشوا ويست، أستاذ علوم الأرض الذي قاد الدراسة في جامعة جنوب كاليفورنيا دورنسيف، أنه ليس من المستغرب أن يكون تدفق المياه والحطام في مجرى المنطقة المحترقة أكبر من أربعة إلى عشرة أضعاف التدفق في مجرى المنطقة غير المحترقة، وما لم يكن يتوقعه أحد هو أن مياه الأمطار قد تغلغلت في الأرض في كل من مستجمعات المياه المحترقة.

وتناقض هذا الاكتشاف مع معتقدات العلماء السابقة بأن القليل من الماء سيتم امتصاصه في مستجمعات المياه المحترقة بسبب وجود تربة شمعية، ومع ذلك، وجد الباحثون في مستجمعات المياه غير المحترقة أن الأشجار امتصت الماء كما كان متوقعاً، مما منعه من الوصول إلى مستجمعات المياه.

المصدر: مجلة الطبيعة