مفاهيم خاطئة تتعلق بفكرة نظام باليو الغذائي وتكيف الإنسان مع النظام الغذائي الزراعي الحديث

مفاهيم غير صحيحة تتعلق بفكرة نظام باليو الغذائي مفاهيم غير صحيحة تتعلق بفكرة نظام باليو الغذائي

ترتبط معظم الأمراض غير المعدية بالنظام الغذائي، بما في ذلك السمنة والأمراض المرتبطة بها، ولأن انتشار السمنة مشكلة معاصرة، يجادل البعض بأن نظامنا الغذائي الحديث، القائم على الزراعة، هو السبب، وهذه هي فكرة "باليو" المزعومة.

لكن الطرق الزراعية الحديثة غيرت قدراتنا الهضمية، وهذا مجرد أحد الأسباب التي تجعلك غير قادر على تناول الطعام مثل رجل الكهف. 

ما هو نظام باليو الغذائي؟

"باليو" هو اختصار لاسم "العصر الحجري القديم"، وهي الفترة من حوالي 2.6 مليون سنة مضت إلى عام 10000 قبل الميلاد، وفرضية باليو هي أنه بالنسبة لمعظم فترة الوجود البشري، كنا صيادين وجامعين للطعام.

نظام باليو الغذائي هو خطة غذائية قائمة على الأطعمة التي يُعتقد بأن البشر كانوا يتناولونها في العصر الحجري القديم، ويتضمن نظام باليو الغذائي الحديث تناول الفاكهة والخضراوات واللحوم خفيفة الدهن والأسماك والبيض والمكسرات والبذور.

ثم غيرت الثورة الزراعية نظامنا الغذائي وحدثت مشاكلنا الحالية مع الأمراض المرتبطة بالنظام الغذائي لأننا لم نتكيف معها بعد، ومن هنا جاء الحل المقترح للعودة إلى "حمية باليو".

مفاهيم غير صحيحة تتعلق بفكرة نظام باليو الغذائي

ولكن هناك مشكلتان رئيسيتان مع هذه الفكرة: أولاً، لا يوجد نظام غذائي واحد من العصر الحجري القديم، لأن البشر لم يكونوا شعباً واحداً في العصر الحجري القديم، وكان الصيادون الجامعون يأكلون كل ما كان متوفراً لهم.

ثانياً، افتراض أن البشر لم يكن لديهم الوقت للتكيف مع نظام غذائي زراعي هو ببساطة غير صحيح، لأنه عندما يكون الاختيار الصحيح موجوداً، يمكن للبشر التكيف في غضون بضعة آلاف من السنين فقط، وهناك ثلاثة أمثلة على هذا التكيف وهي قدرتنا على استهلاك كميات كبيرة من النشاء والحليب والكحول.

الجينات المسؤولة عن تكيف البشر مع النظام الغذائي الزراعي الحديث

يبدأ هضم النشاء بالأميلاز في اللعاب، والذي يكسر النشا أثناء المضغ، وعندما ينتقل الطعام إلى المعدة والأمعاء الدقيقة، تتولى الأميلاز الأخرى من البنكرياس والأعضاء الأخرى هذه المهمة.

وعلى الرغم من أننا نحمل عادةً نسختين من معظم الجينات، واحدة من كل والد، إلا أن لدى البشر عدداً متغيراً من جين AMY1 المشفر للأميلاز، يتراوح من نسختين إلى أكثر من 30 نسخة، وكلما زاد عدد الجينات AMY1، كانت قدرتك على هضم النشاء أفضل.

أمثلة على تكيف البشر على النظام الغذائي الزراعي الحديث

كشفت الدراسات الجينية التي أجريت على الشعوب التي تعيش على الصيد اليوم، والتي تعتمد على أنظمة غذائية عالية البروتين ومنخفضة النشا، أن لديهم نسخ أقل من AMY1، في حين أن الرئيسيات الأخرى، التي تأكل الفاكهة بشكل أساسي، لديها اثنين فقط.

ثم هناك الحليب، حيث يمكن لجميع البشر أن يشربوا الحليب في بداية حياتهم، لكن الكثير منهم يتحول بعد ذلك إلى عدم تحمل اللاكتوز عند بلوغهم سن الرشد، ومع ذلك، ومع تدجين الحيوانات المجترة الكبيرة، بدأ الناس يدركون أنه مقارنة بأكل الحيوانات، فإن شرب حليبها يزيد بشكل كبير من السعرات الحرارية المتاحة من كل حيوان خلال دورة حياته. 

المصدر: BBC