قلة النوم تضر بالذاكرة والإدراك، وبعض الخيارات السهلة التي نقوم بها على غرار احتساء القهوة والالتزام بـ القيلولة، لا يمكنها إصلاح كل تلك المشاكل.
لا يمكن إنكار أهمية النوم، بالتأكيد يشعر الجميع بتحسن بعد ليلة نوم جيدة، ويمكن أن يكون لقلة النوم آثار سلبية كبيرة على كل من الجسم والدماغ، إذاً ما الذي يمكن فعله لتعويض قلة النوم؟ بعبارة أخرى، كيف يمكنك الحصول على قسط أقل من النوم والاستمرار في الأداء في أفضل حالاتك؟، الإجابة بسيطة: لا بديل عن النوم.
-الحرمان من النوم يضعف الإدراك:
لسنوات عديدة، عرف العلماء أن الحرمان من النوم يقلل من القدرة على الحفاظ على الانتباه، فعندما يُطلب منك مراقبة شاشة الكمبيوتر والضغط على زر كلما ظهرت نقطة حمراء، وهي مهمة بسيطة جداً، فإن المشاركين الذين يعانون من الحرمان من النوم يكونون أكثر عرضة لفقدان الانتباه، فلا يستطيعون ملاحظة نقطة حمراء ساطعة ويفشلون في الاستجابة خلال نصف ثانية.
وترجع هذه الثغرات في الانتباه إلى تراكم الضغط والحاجة للنوم وهي أكثر شيوعاً في نقاط معينة في الدورة اليومية وعلى مدار 24 ساعة عندما يكون الجسم معتاداً أن يكون نائماً.
أظهرت الأبحاث التي تبحث في تأثير الحرمان من النوم على أنواع التفكير الأكثر تعقيداً نتائج مختلطة إلى حد ما، ولذلك سعى فريق البحث إلى تحديد كيفية تأثير إبقاء الناس مستيقظين لليلة واحدة على أنواع مختلفة من التفكير.
الحرمان من النوم يضعف الإدراك
وكان على المشاركين تأدية العديد من المهام الإدراكية في المساء قبل أن يتم فرزهم عشوائياً إما لالعودة إلى المنزل والنوم أو البقاء مستيقظين طوال الليل في المختبر، وعاد المشاركون الذين سُمح لهم بالنوم في الصباح، وأكمل الجميع المهام المعرفية مرة أخرى.
بالإضافة إلى ضعف الانتباه، وجد الباحثون أيضاً أن الحرمان من النوم أدى إلى المزيد من أخطاء حفظ تسلسل الخطوات والأحداث، فحفظ المكان هو قدرة معقدة تتضمن اتباع سلسلة من الخطوات بالترتيب دون تخطي أو تكرار أي منها، سيكون هذا مشابهاً لاتباع وصفة لصنع الكعكة من الذاكرة، فلا يجب أن تنسى إضافة البيض أو إضافة الملح مرتين عن طريق الخطأ.
-هل يمكن للكافيين أن يحل محل النوم؟
بعد ذلك، حاول الباحثون اختبار طرق مختلفة لتعويض قلة النوم، ماذا ستفعل إذا لم تنم بما يكفي الليلة الماضية؟ كثير من الناس يتناولون فنجاناً من القهوة أو مشروب للطاقة، حيث وجدت دراسة أجريت عام 2022 أن أكثر من 90 في المائة من البالغين الأمريكيين الذين تم أخذ عينات منهم يستهلكون أحد أشكال الكافيين بشكل يومي، ولذلك ركز الباحثون على معرفة ما إذا كان الكافيين سيساعد في الحفاظ على الانتباه وتجنب أخطاء الذاكرة بعد الحرمان من النوم.
هل يمكن للكافيين أن يحل محل النوم؟
من المثير للاهتمام أن الكافيين حسّن القدرة على الانتباه لدى المشاركين المحرومين من النوم بشكل جيد لدرجة أن أداءهم كان مشابهاً للأشخاص الذين ينامون طوال الليل، كما أن إعطاء الكافيين للأشخاص الذين قضوا ليلة كاملة من النوم عزز أيضاً من أدائهم، أي أن الكافيين ساعد الجميع في الحفاظ على الانتباه، وليس فقط أولئك الذين لم يناموا، ولم تكن هذه النتيجة مفاجئة، حيث توصلت دراسات أخرى إلى نتائج مماثلة.
ومع ذلك، وجدت الدراسة أن الكافيين لم يقلل من أخطاء التدبير المنزلي سواء في المجموعة المحرومة من النوم أو المجموعة التي نامت، وهذا يعني أنه إذا كنت محروماً من النوم، فقد يساعدك الكافيين على البقاء مستيقظاً ولعب الألعاب البسيطة، ولكنه لن يساعدك في اختبار الرياضيات.
-هل يمكن أن تعوض القيلولة عن عدم النوم؟
بالطبع، الكافيين طريقة مصطنعة لتحل محل النوم، ويبدو أن أفضل شيء يحل محل النوم هو النوم، ومن المحتمل أنك سمعت أن القيلولة أثناء النهار يمكن أن تعزز الطاقة والأداء، لذلك فمن المنطقي أن تعتقد أن القيلولة أثناء الليل يجب أن يكون لها تأثير مماثل.
أخذ بعض المشاركين قيلولة لمدة 30 أو 60 دقيقة خلال ليلة الحرمان من النوم بين الساعة 4 صباحاً و 6 صباحاً، وتتزامن هذه الفترة الزمنية تقريباً مع أدنى درجة يقظة خلال اليوم.
هل يمكن أن تعوض القيلولة عن عدم النوم؟
ووجدت الدراسة أن المشاركين الذين أخذوا قيلولة لم يكونوا أفضل في مهمة الانتباه البسيطة أو مهمة التدبير الأكثر تعقيداً من أولئك الذين ظلوا مستيقظين طوال الليل.