هل ثوران بركان تونغا هو المسؤول عن ارتفاع درجات الحرارة هذا الصيف؟

منوعات

ثوران بركان تونغا ليس وحده المسؤول عن ارتفاع درجات الحرارة العالمية هذا العام

26 آب 2023 19:21

قد يكون ثوران بركان تونغا في عام 2022 قد ساهم في ارتفاع درجات الحرارة هذا العام، بحسب بعض المهتمين.

ثوران بركان تونغا

كان ثوران بركان تونغا الذي حدث في شهر كانون الثاني 2022 أحد أكبر الانفجارات البركانية في التاريخ المسجل، حيث حصل الانفجار تحت الماء بقوة تعادل 100 قنبلة هيروشيما، وأرسل ملايين الأطنان من بخار الماء إلى الغلاف الجوي.

تكهن بعض المهتمين في الأسابيع الأخيرة بأن البركان هو المسؤول عن ارتفاع درجات الحرارة بهذا الشكل خلال هذا الصيف، بل أنهم استخدموا البركان للتشكيك في الدور الذي يلعبه البشر في تغير المناخ.

هل ثوران بركان تونغا هو المسؤول عن ارتفاع درجات الحرارة هذا الصيف؟

قال كل من "غلوريا ماني" عالمة أبحاث بارزة في معهد أبحاث نورث ويست ومعهد نيو مكسيكو للتعدين والتكنولوجيا، و"لويس ميلان" عالم أبحاث في مختبر الدفع النفاث التابع لناسا: "الإجابة المختصرة هي لا".

وأضاف الباحثون: "على الرغم من أن ظاهرة النينيو أدت إلى ارتفاع درجة الحرارة العالمية، وربما أثر ثوران بركان تونغا على بعض المناطق لفترة قصيرة، إلا أن السبب الرئيسي هو تغير المناخ".

وتظهر العديد من الدراسات أن الثوران البركاني الهائل لا يسبب هذا التغير المناخي، بل أن الأنشطة البشرية مثل حرق الوقود الأحفوري هي العامل الدافع، إذن، لماذا يعتقد البعض أن البركان هو سبب ارتفاع درجات الحرارة خلال فترة الصيف الحالي؟

تأثير الانفجارات البركانية على المناخ

أوضح الباحثون أن الانفجارات البركانية الضخمة عادة ما تقلل درجات الحرارة لأنها تنفث كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكبريت، الذي يشكل هباء الكبريتات الذي يمكن أن يعكس ضوء الشمس مرة أخرى إلى الفضاء ويبرد سطح الأرض مؤقتاً، لكن ثوران تونغا كان له تأثير آخر لأنه حدث تحت الماء.

تأثير ثوران بركان تونغا على المناخ

وقال ماني وميلان: "إن ثوران بركان هونغا أمر غريب لأنه، بالإضافة إلى التسبب في أكبر زيادة في الهباء الجوي الستراتوسفيري منذ عقود، فإنه ضخ أيضاً كميات هائلة من بخار الماء في الستراتوسفير".

بخار الماء هو أحد غازات الدفيئة الطبيعية التي تمتص الإشعاع الشمسي وتحبس الحرارة في الغلاف الجوي، ويؤثر الهباء الجوي وبخار الماء على النظام المناخي بطرق متعارضة، لكن العديد من الدراسات اقترحت أنه بسبب عمود بخار الماء الأكبر، يمكن أن يكون للثوران تأثير مؤقت على ارتفاع درجة حرارة السطح.

قدرت دراسة نشرت في مجلة Nature في شهر كانون الثاني أن الثوران أدى إلى زيادة محتوى بخار الماء في طبقة الستراتوسفير بنحو 10% إلى 15%، وهي أكبر زيادة وثقها العلماء على الإطلاق، وباستخدام نموذج حاسوبي، حسبوا أن بخار الماء يمكن أن يزيد متوسط درجة الحرارة العالمية بما يصل إلى 0.035 درجة مئوية، حسبما ذكرت مجلة إيوس في شهر آذار.

ثوران بركان هونغا ليس عاملاً رئيساً لارتفاع درجات الحرارة

ولهذا السبب، ربط بعض المعلقين الثوران بالاحتباس الحراري بسبب هذه النتيجة، وتشير دراسات أخرى إلى تأثير محتمل للاحترار، لكن الباحثين المشاركين في هذه الدراسات كانوا واضحين أن البركان ليس عاملاً رئيسياً في ارتفاع درجة الحرارة بهذا الشكل خلال هذا الصيف. 

المصدر: مجلة Nature