من المثير للدهشة أن حقيقة اقتراب الكويكبات الخطيرة التي يمكنها تدمير الأرض في العصر الحديث ليست قصصاً مخيفة جداً، وعلى الرغم من كثرة المتشائمين على الإنترنت، إلا أن التوقعات مشجعة.
الكويكبات الخطيرة لا تشكل تهديداً حقيقياً لكوكب الأرض خلال القرن القادم
اكتشف علماء الفلك بالفعل أن أكثر من 90% من الكويكبات "القاتلة للكواكب" التي يزيد طولها عن كيلو متر واحد، والتي تمر أحياناً بالقرب من كوكب الأرض، لا تشكل تهديداً حقيقياً على كوكبنا، ولا يوجد تهديد معروف بالاصطدام مع هذه الصخور العملاقة خلال القرن القادم، وفي الوقت نفسه، فإن احتمال حدوث ذلك في الألف سنة القادمة منخفض للغاية.
ويكتشف الباحثون باستخدام التلسكوبات المتخصصة، حوالي 500 صخرة فضائية كبيرة في نظامنا الشمسي كل عام، ولا يوجد أي تهديدات، حتى الآن.
نجحت وكالة ناسا في اختبار أول محاولة على الإطلاق لتغيير مسار كويكب عمداً، وهي مهارة قد تكون ضرورية إذا احتجنا إلى إبعاد جسم قادم.
تاريخ اصطدام الكويكبات بكوكب الأرض
ومع ذلك، فإن العنف الكوني السابق محفوظ في قشرة الأرض، حيث أكد الجيولوجيون وجود ما يقرب من 190 حفرة تصادمية قديمة على الأرض، على الرغم من أن سطح كوكبنا المتطور قد محى بالتأكيد العديد من آثار الاصطدامات الماضية، عندما كانت الصخور النارية المتساقطة عبر السماء شائعة.
وقالت "سالي دودسون روبنسون" عالمة الكواكب في جامعة ديلاوير: "كان النظام الشمسي أكثر عنفاً بكثير مما هو عليه الآن".
كيف تشكلت الكويكبات في النظام الشمسي
في وقت مبكر من نظامنا الشمسي، بدأت حبيبات صغيرة من الصخور والجليد تتجمع معاً، لتشكل أجساماً بعرض عدة كيلومترات تسمى الكواكب المصغرة، وقد تتصادم وتندمج في بعض الأحيان، ليشكلا في نهاية المطاف الكواكب المألوفة التي نراها اليوم، لكن العديد من الكواكب المصغرة لم يكن مقدراً لها أن تصبح كواكباً، حيث طار بعضها حول الشمس، واصطدم بالكواكب الأخرى، وهذا الدليل محفور على سطح القمر ذو الفوهات الكثيرة، والمريخ، وغيرها.
وأوضحت روبنسون: "تُظهر أدلة الحفر أنه خلال المليار سنة الأولى أو نحو ذلك من تاريخ النظام الشمسي، كانت الكويكبات تقصف الأجسام الكوكبية بانتظام بمعدل مدمر".
أكبر الكويكبات التي اصطدمت بالأرض
اصطدم كويكب يبلغ عرضه حوالي 10 كيلومترات أو أكبر بالأرض وأنشأ حفرة فريديفورت، في جنوب إفريقيا الحالية، منذ حوالي ملياري سنة، أي قبل وقت طويل من تطور الديناصورات.
وفي ذلك الوقت، قدر الباحثون أن حجم الحفرة الناتجة عن الارتطام كان يتراوح بين 180 إلى 300 كيلومتر، وقالت ناسا: "هذا هو أقدم وأكبر موقع تصادم معروف في العالم".
المصدر: موقع Mashable