مخاطر ارتفاع مستوى سطح البحر المرتبط بالاحتباس الحراري على النظم البيئية الساحلية

منوعات

ارتفاع درجات الحرارة المتزايد يهدد بغرق المناطق الساحلية والموائل الحية التي تحميها

4 أيلول 2023 14:40

يمكن القول أن جزءاً كبيراً من الخط الساحلي الطبيعي في العالم محمي بواسطة الموائل الحية، وأبرزها أشجار المانغروف في المياه الدافئة ومستنقعات المد والجزر، حيث تدعم هذه النظم البيئية مصايد الأسماك والحياة البرية، وتمتص تأثير الأمواج المتلاطمة وتنظف الملوثات، لكن هذه الخدمات الحيوية مهددة بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري وارتفاع منسوب مياه البحر.

تأثير ظاهرة الاحتباس الحراري على ارتفاع مستوى سطح البحر

أظهرت الأبحاث الحديثة أن الأراضي الرطبة يمكن أن تستجيب لارتفاع مستوى سطح البحر من خلال تغيير أنظمتها الجذرية، وبالتالي تقوم بسحب ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي في هذه العملية، حيث أن المعرفة المتزايدة بإمكانيات احتجاز الكربون "الأزرق" هذا هو الذي يدفع مشاريع استعادة أشجار المانغروف ومناطق المد والجزر.

ورغم أن مرونة هذه النظم البيئية مثيرة للإعجاب، إلا أن هناك حدود لهذه المرونة، ويعد تحديد الحدود العليا التي تستطيع أشجار المانغروف والمستنقعات تحملها في ظل الارتفاع المتسارع لمستوى سطح البحر موضوعاً يحظى باهتمام كبير ونقاش جاد.

مخاطر ارتفاع مستوى سطح البحر المرتبط بالاحتباس الحراري على النظم البيئية الساحلية

يحلل البحث الجديد، الذي نُشر في مجلة Nature، مدى ضعف وحساسية أشجار المانغروف والمستنقعات والجزر المرجانية أمام ارتفاع مستوى سطح البحر، وتؤكد النتائج على الأهمية الحاسمة للحفاظ على معدل ارتفاع درجة الحرارة الناجمة عن ظاهرة الاحتباس الحراري في حدود درجتين من خط الأساس قبل الثورة الصناعية.

استجابة النظم البيئية الساحلية لارتفاع مستوى سطح البحر المرتبط بارتفاع درجات الحرارة

جمع البحث الجديد كل الأدلة المتاحة حول كيفية استجابة أشجار المانغروف ومستنقعات المد والجزر والجزر المرجانية لارتفاع مستوى سطح البحر، والتي شملت:

تحليل السجل الجيولوجي لدراسة كيفية استجابة النظم الساحلية لارتفاع مستوى سطح البحر في الماضي، بعد العصر الجليدي الأخير.

الاستفادة من شبكة عالمية من معايير المسح لأشجار المانغروف ومستنقعات المد والجزر.

تحليل صور الأقمار الصناعية للتغيرات في نطاق الأراضي الرطبة والجزر المرجانية بمعدلات متفاوتة لارتفاع مستوى سطح البحر.

وإجمالاً، قام فريق البحث بتقييم 190 شجرة مانغروف، و477 من مستنقعات المد والجزر، و872 جزيرة من جزر الشعاب المرجانية حول العالم.

وبعد ذلك، استخدم الباحثون النمذجة الحاسوبية لتحديد مدى تعرض هذه النظم البيئية الساحلية للارتفاع السريع في مستوى سطح البحر في ظل سيناريوهات الاحترار المتوقعة.

يمكن لأشجار المانغروف ومستنقعات المد والجزر المرجانية أن تتكيف مع المعدلات المنخفضة لارتفاع مستوى سطح البحر، حيث تبقى مستقرة وصحية، حيث أن معظم مستنقعات المد والجزر وأشجار المانغروف تواكب المعدلات الحالية لارتفاع مستوى سطح البحر، بحوالي 2-4 ملم سنوياً، وتبدو الجزر المرجانية أيضاً مستقرة في ظل هذه الظروف.

ارتفاع مستوى سطح البحر المرتبط بالاحتباس الحراري سيؤدي إلى غرق مستنقعات المد والجزر

وفي بعض المواقع، تغرق الأرض، وبالتالي فإن المعدل النسبي لارتفاع مستوى سطح البحر أكبر، وقد يكون ضعف هذا الرقم البالغ 2-4 ملم أو أكثر، مقارنة بالمعدلات المتوقعة في ظل تغير المناخ في المستقبل، وفي هذه الحالات، وجد الباحثون أن المستنقعات فشلت في مواكبة ارتفاع مستوى سطح البحر، وأنها بدأت تغرق ببطء، والأهم من ذلك، هو أن هذه هي نفس معدلات ارتفاع مستوى سطح البحر التي تغرق فيها المستنقعات وأشجار المانغروف في السجل الجيولوجي.

لذلك، إذا تضاعف معدل ارتفاع مستوى سطح البحر إلى 7 أو 8 ملليمترات سنوياً، يصبح "من المحتمل جداً"، باحتمال 90%، أن أشجار المانغروف ومستنقعات المد والجزر لن تواكب وتيرة ارتفاع درجة الحرارة، و"من المحتمل"، باحتمال 67%، أن الجزر المرجانية لن تتمكن من المواكبة أيضاً، وسوف تخضع لتغيرات سريعة، وسيتم الوصول إلى هذه المعدلات عند تجاوز عتبة الاحترار البالغة 2.0 درجة مئوية. 

المصدر: مجلة Nature