يعد السهر أمراً طبيعياً لدى بعض الأشخاص، سواء كانوا يعملون أو يتسامرون حتى وقت متأخر من الليل.
لكن كونك من ذوي النشاط الليلي "بومة الليل" قد يكون على حساب صحتك، حيث توصلت دراسة جديدة إلى أن الأشخاص الذين يسهرون إلى وقت متأخر من الليل أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري مقارنة بالأشخاص الذين ينامون باكراً.
المخاطر الصحية للسهر المتأخر
تقول الباحثة الرئيسية الدكتورة "سينا كيانرسي"، باحثة ما بعد الدكتوراه في مستشفى بريغهام والنساء في بوسطن: "لقد وجدنا أن الأشخاص الذين يسهرون كثيراً كانوا أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري بنسبة 72% عندما قارناهم بالأشخاص الذين يستيقظون باكراً"، تم نشر نتائج هذه الدراسة يوم أمس 12 أيلول في مجلة حوليات الطب الباطني.
العلاقة بين السهر المتأخر ونمط الحياة غير الصحي
ووجد الباحثون أن جزءاً كبيراً من ذلك يعود إلى نمط الحياة، وقالت كيانرسي: "لقد وجدنا أن الأشخاص الذين يسهرون كثيراً هم بشكل عام أكثر عرضة لنمط حياة غير صحي بشكل عام، فقد كانوا أكثر عرضة لنظام غذائي سيئ، وكان وزنهم غير صحي بشكل عام، كما كانوا أقل نشاطاً، وكانوا أكثر عرضة لأن يكونوا مدخنين حاليين أو يشربون الكحول بكميات كبيرة أو حتى يعانون من قلة النوم".
العلاقة بين السهر المتأخر وخطر الإصابة بمرض السكري
وقالت كيانرسي إنه حتى عند أخذ هذه الاختلافات في نمط الحياة في الاعتبار، فإن الأشخاص الذين يسهرون الليل ما زالوا أكثر عرضة لخطر الإصابة بمرض السكري.
وقالت: "انخفضت هذه المخاطر المتزايدة من 72% إلى 19% عندما قمنا بتعديل أنماط حياتهم وأخذناها في الاعتبار، هناك 19% من الأشخاص معرضون للإصابة بمرض السكري، ولا يرجع ذلك إلى نمط حياتهم، وقد يكون لذلك آثار على الصحة العامة والسريرية".
السهر المتأخر يؤثر على نمط الحياة الصحي
في هذه الدراسة، قام الباحثون بتحليل بيانات ما يقرب من 64000 ممرضة شاركن في دراسة صحة الممرضات طويلة المدى، والتي جمعت بياناتهن الصحية من عام 2009 إلى عام 2017، وتضمنت البيانات النمط الزمني الذي أبلغت عنه الممرضات ذاتياً، أو إلى أي مدى يعتبرن أنفسهن أشخاصاً ذوي نشاط ليلي أو نهاري، وقالت حوالي 11% من الممرضات إنهن يسهرن كثيراً، بينما 35% منهن كن يستيقظن مبكراً، وكانت النسبة الباقية في الوسط.
وأظهرت النتائج، بشكل عام، أن نمط الحياة الصحي سيتأثر إذا كنت "بومة ليل"، حيث وجدت الدراسة أن 6% فقط من الممرضات اللاتي يتمتعن بأنماط حياة صحية كانوا من محبي السهر، لكن 25% من أولئك الذين يتبعون أنماط حياة غير صحية كانوا من محبي السهر.
المصدر: مجلة حوليات الطب الباطني