تم الإبلاغ عن مشاهدة ومضات من الضوء تسبق وقوع الزلزال منذ عدة قرون.
ضرب زلزال بقوة 6.8 درجة جبال الأطلس في المغرب يوم الجمعة 8 أيلول 2023، مما يجعله أكبر زلزال يضرب البلاد منذ 123 عاماً، وأفاد بعض الذين شهدوا الكارثة مباشرة أنهم رأوا وميض أضواء قبل وقت قصير من بدء الزلزال، وهي ظاهرة ليست غريبة على العلماء.
ماهي ظاهرة أضواء الزلزال؟
أضواء الزلازل هي الاسم الذي يطلق على مجموعة من الظواهر الجوية التي تم الإبلاغ عنها المرتبطة بالزلازل، بما في ذلك البرق، وكرات الضوء، وفقاً لتقرير هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، وعلى الرغم من أنه تم الإبلاغ عن مشاهدتها منذ عدة قرون، إلا أنها نادرة، وغالباً ما تكون غير مفسرة، ولكن هناك بعض النظريات الرائدة حول سبب رؤيتنا أحياناً لأضواء غريبة قبل وقت قصير من وقوع الزلزال أو أثناء وقوعه.
آلية حدوث ظاهرة أضواء الزلازل
جاء في بحث نشر عام 2019 حول الآلية الأساسية لأضواء الزلازل، بقلم الفيزيائي "فريدمان فرويند"، الذي كان يعمل في مركز أبحاث أميس التابع لناسا في كاليفورنيا: "تحدث هذه الظواهر المضيئة بأشكال وألوان مختلفة، مثل توهجات هوائية منتشرة في السماء، أو انفجارات مفاجئة للضوء من الأرض، أو مثل الأجسام المضيئة التي توصف بأنها أعمدة نارية ترتفع من الأرض، "ككرات متوهجة تطفو في الهواء، وغيرها من المظاهر النادرة".
تضاءلت الشكوك المحيطة بصحة ظاهرة أضواء الزلازل في أعقاب الصور الأولى، التي يقول فرويند إنها التقطت أثناء زلزال ماتسوشيرو بالقرب من ناغانو في اليابان بين عامي 1965 و1967، والآن بعد أن أصبحت كاميرات المراقبة، وكاميرات القيادة، وكاميرات جرس الباب شائعة على نحو متزايد، أصبح لدينا جميعاً احتمال أفضل لتصوير هذه الظواهر الغريبة، مما يسهل دراستها.
أضواء زرقاء سبقت وقوع بعض الزلازل
ويبدو أن لقطات الزلزال المدمر الذي ضرب المغرب يظهر فعلاً أضواء وامضة، وتم الحصول على لقطات مماثلة من زلزال أكويلا في إيطاليا عام 2009، وزلزال 2021 في أكابولكو بالمكسيك، وفي حين اقترح البعض أن النشاط التكتوني يمكن أن يحرض الخطوط الكهربائية مما يسبب ظهور الضوء المرتبط بالزلزال، كانت فكرة فرويند هي أن المصدر يكمن في قشرة الأرض بدلاً من ذلك.
تفسير الضوء أزرق الذي ظهر في سماء مراكش قبل زلزال المغرب
تولد الزلازل إجهاداً ميكانيكياً لقشرة الأرض حيث تدفع القوى التكتونية الصفائح معاً، وفي حالة المغرب، كان المسؤول هو الصفيحة الأفريقية التي تحركت شمالاً واصطدمت بالصفيحة الأوراسية، ومن الممكن أن يولد هذا الضغط نبضات شحن كهربائية يمكنها التحرك عبر القشرة لتكوين تيارات كهربائية، وعندما تصل إلى السطح، فإنها تؤين الهواء وتخلق ظواهر مضيئة تشبه البرق.
التفسير العلمي لظاهرة أضواء الزلازل
لا تزال الآلية الدقيقة وراء أضواء الزلازل محل نقاش، ونظراً لأن العروض الضوئية التي تندرج تحت المصطلح الشامل غالباً ما تبدو مختلفة عن بعضها، فقد يكون هناك أكثر من تفسير مشروع، ولكن فهم كيفية وسبب حدوثها يمكن أن يكون أمراً أساسياً في الطريقة التي نتوقع بها النشاط التكتوني، حيث يبحث العلماء دائماً عن طرق لتوقع بعض الأحداث مثل الزلزال الذي ضرب المغرب قبل حدوثه على أمل أن نتمكن من إنقاذ الأرواح.
المصدر: موقع IFL Science