أخطر حلقات برنامج إينغما.. مأمون علواني يكشف أسرار مكتبة الفاتيكان الغامضة

تقارير وحوارات

مأمون علواني يستعرض أسرار مكتبة الفاتيكان المثيرة للجدل في أخطر حلقات برنامج إينغما

19 أيلول 2023 02:44

استعرض الدكتور مأمون علواني تفاصيل مثيرة عن أسرار مكتبة الفاتيكان وما تحتويه من خفايا وأمور غامضة، ضمن برنامجه الشهير إينغما، الذي يسلط الضوء على العديد من المواضيع المثيرة للجدل.

ويسلط الفنان التشكيلي ومقدم البرامج التلفزيونية والصحفي المراسل الدكتور مأمون علواني عبر برنامجه إينغما على قناته في يوتيوب، الضوء على العديد من المواضيع المتنوعة واللا تقليدية، عبر طرحها بعناوين لافتة تدل على عمق المضمون، فتُشعل شغف المعرفة وإزالة المبهم من الأمور في القلوب قبل العقول، لتؤكد متابعة هذه الحلقات حقيقة عدم الندم لما يحصل فيه المتلقي من فائدة معرفية ومعلومات تُثبت اجتهاد المقدم في البحث والتحري الدقيق، ومهارته بإيصال أفكاره بأسلوب تقديم مميز ومشوق.

مكتبة الفاتيكان السرية

وفي واحدة من أخطر حلقات برنامج إينغما قدم الدكتور علواني حلقة بعنوان "أسرار مكتبة الفاتيكان - العودة الى زمن المسيح وتصويره"، والتي كشف فيها ألغازا مخيفة ومثيرة عن الغموض الذي يكتنف مكتبة الفاتيكان السرية التي يبلغ عمرها مئات السنين، والتي تضم أرشيفا مثيرا للجدل من كنوز العلم الدفين والمعرفة الكامنة، وما تخفيه من كتب محرمة خطتها أياد من البشر والجن، مرورا بحقيقة التاريخ الذي تم تحريفه، وصولا إلى التقدم التكنولوجي العجيب وبوابات السفر عبر الزمن والتواصل مع الفضائيين وخطره على الإنسان والحضارة، وما إن كان بإمكان الجميع الاطلاع على ما فيها أم انها حكر على نخبة من أصحاب النفوذ السياسي والديني، ليثبت بالتفاصيل والأدلة القاطعة نظريات تم اعتبارها لزمن طويل محض خرافات وأوهام.

ولفت علواني في البداية إلى أن الفاتيكان التي تعتبر أصغر دولة في العالم، تحتكر منذ مئات السنين أكبر المكتبات عبر التاريخ، ورغم أن ترتيبها هو الثاني عالميا بعد مكتبة الكونغرس الأمريكي بالنسبة لعدد الكتب إلا أن موجوداتها ومخطوطاتها أثمن بكثير فقد جاءت نتاج حضور الكنيسة الرومانية الكاثوليكية في قارات العالم طوال ألفي عام، مبينا بأن تأسيس المكتبة تم في عام 1451 في عهد البابا نيكولوس الخامس، وكانت تضم حينها 1160 كتابا، إلا أنها اليوم تضم أكثر من مليوني كتاب وسلسلة مطبوعات و75 ألف مخطوطة سريانية وأثيوبية وعبرية وفارسية وعربية ويونانية ولاتينية، وثمانية آلاف معجم، ومئة الف خريطة، وعشرات الآلاف من الكتب والمجلدات التي تتوزع على 85 ميلا من الرفوف، وتحتوي المكتبة لمخطوطات من كبار علماء المسلمين كالرازي وابن سينا وابن رشد والغزالي والفارابي وغيرهم الكثير، ويدخل المكتبة سنويا 6000 مجلد، ويخدمها 80 موظفا.

وكشف بأن المكتبة تضم أرشيفا سريا لم يكن مسموحا للباحثين والصحفيين بالاقتراب منه حتى سنوات قليلة، وقد تم جمع مواده بشكل رسمي بعهد البابا بولس الخامس، وتحفظ الوثائق المهمة في تاريخ السلطة الباباوية في برج الملائكة وهو ضريح أنشأه الإمبراطور الروماني هادريان جانب نهر التيبر، خوفا من وقوعها في ايدي أعداء الباباوية، مشيرا إلى أن دخول المكتبة شبه مستحيل، مستدلا بقول شهير في روما بأن الدخول إلى الأرشيف السري للفاتيكان يحتاج إلى أن يكون لك قديس في السماء كوساطة على الأرض ليسهل لك المهمة، ليطرح سؤالا هاما عن سبب هذا التشدد في التعامل مع هذا الأرشيف!؟

وبين علواني بأن مكتبة الفاتيكان السرية المخبأة في قبو مبني تحت كاتدرائية القديس بطرس في روما، تعتبر إحدى أكثر المكتبات غموضا، لأنها تمتلك العديد من الكنوز الأدبية الأصلية، مثل أقدم مخطوطة كاملة للكتاب المقدس من القرن الرابع، إضافة إلى أكبر مجموعة من نسخ الأناجيل الملفقة له والتي تروي حياة يسوع عليه السلام، وروايات عن التاريخ المسيحي كإنجيل توما، ليتساءل عن سبب إخفاء الكنيسة نسخا أصلية من الكتاب المقدس وهل هذا خشية من فضح زيف طويل من بعض المعتقدات، أو كان التكتم لقرون بهدف رغبة الفاتيكان بالاحتفاظ بالسلطة والثروة، مؤكدا بأنها ليست اتهامات بل طرح لافتراضات تناولها الرأي العام العالمي كثيرا لأسباب سرية المكتبة، مضافا إليه ما تضمه المكتبة من مراسلات مع شخصيات مثل موزارت وشارلمان وفولتير وهتلر، وغيرها من الأشياء المرعبة والغامضة.

الكتب السحرية المحرمة في مكتبة الفاتيكان

وتابع الدكتور حديثه عن موجبات السرية في مكتبة الفاتيكان التي تحتوي وفق قوله على الكتب السحرية المحرمة، مشيرا إلى خطورة كتاب العزيف أو كتاب الموتى لمؤلفه الساحر اليمني عبد الله الحظرد الملقب بالساحر المجنون لادعاءه رؤية المستحيل واستخدام السحر الأسود لاستحضار الموتى وملوك العالم السفلي، وبأن كل كتب السحر الأسود والشعوذة لا تساوي قطرة في بحر هذا الكتاب، وبأن أفعال الحظرد والفظائع التي ارتكبها لا تعد ولا تحصى، وتم ترجمة كتاب العزيف إلى الإغريقية فتداوله الناس لأعمال السحر الأسود وأدى نتائج كارثية فأحرقت كل نسخه باستثناء نسخة واحدة هي الآن في الفاتيكان، وربما يكون هذا أساس قوي للادعاءات الكثيرة حول ما يجري في أقبية الفاتيكان من طرد للأرواح بسرية تامة، مشيرا إلى ان العزيف ليس كتاب السحر المحرم الوحيد في مكتبة الفاتيكان بل هناك مخطوطات مثل لغة الجان وكتاب الخيمياء وحجر الفلاسفة التي حاول العلماء استخدامه بجهد لتحويل الحجر والمعادن إلى ذهب.

العودة إلى زمن المسيح

أشار علواني إلى الصورة التي جاء بها الفاتيكان للسيد المسيح وهو على الصليب، ليلفت الانتباه إلى الأقاويل عن آلة غامضة تدعى كرونو فايزر مخفية لدى الفاتيكان تسمح بالسفر عبر الزمن، وظهرت لأول مرة في كتابات رجل الدين الكاثوليكي الأب فرانسوا براون في كتاب سر الفاتيكان الجديد، الذي يرى بأن الآلة صنعت بواسطة العالم والكاهن الإيطالي بلغرينو أرينتي، وهي تعرض ما جرى في الماضي، إلا أن الباباوية تنكر ذلك لغاية الآن.

سر اهتمام الكنيسة بعلوم الفلك والفضاء

أوضح الدكتور علواني بأن الفاتيكان اهتم بعلوم الفلك من بين كل العلوم، وكان له أكثر من مرصد فلكي، ناقلا عن عالم فلكي كبير في الفاتيكان إعلانه بأن أشكالا متطورة من الحياة ربما تعيش في الفضاء الخارجي وستكون موضع ترحيب في الكنيسة، كما نقل عن عالم الفاتيكان الأقدم قلصلمانو، تأكيده بأنه سيكون مسرورا بتعميد المخلوقات الفضائية، وبحسب علواني فقد انتشرت مؤخرا ادعاءات كثيرة بوجود جماجم غريبة لفضائيين في مقبرة الفاتيكان.

فرسان الهيكل وسبب تراجع الكنيسة عن دعمهم

لفت علواني إلى أن تسعة رجال تسببوا بمقتل 9 ملايين شخصا بحروب دموية منذ ألف عام، ففي عام 1118 انتقل تسعة فرسان من سلالة بني إسرائيل إلى القدس لتأسيس منظمة الجنود الفقراء أتباع المسيح وهيكل سليمان، والاسم الأشهر لهم هو فرسان الهيكل والذي ادعوا بأنهم يهدفون لحماية طرق الحج المسيحية إلا أنهم في الحقيقة حفروا تحت المسجد الأقصى وكثرت الأقاويل حول السبب من استخراج كنوز سليمان وتعاليم سحر داوود ووثائق تحتوي نسل عيسى عليه السلام، وبقيت حقيقة ما استخرجوه سرا لكنه كان قيما بالتأكيد لأن البابا إنسونت الثاني اعترف بهم وأعطاهم صلاحيات لا محدودة فنظموا حياتهم وطقوس عبادتهم المغلقة ونالوا بعد فقرهم دعما من جميع مسيحيي العالم، إلا أنه بعد خسارة وجودهم العسكري تم اتهامهم بالهرطقة والسحر وأمر البابا كليمنت الخامس بضغط من الملك فيليب الرابع باعتقال الفرسان ومصادرة ممتلكاتهم وأعدم زعيمهم وهرب الالاف منهم وتغلغلوا في أوروبا لتأسيس جمعيات سرية قيل إن الماسونية كانت أهمها، وتساءل الدكتور علواني عن سبب تراجع الفاتيكان عن دعم الفرسان بعد مساندتهم مؤكدا بأن الأرشيف السري وحده من يمتلك الإجابات.

علاقة الفاتيكان مع النازية

تحدث الدكتور علواني عن الجدل الذي أثارته حبرية البابا بيوس الثاني عشر إبان الحرب العالمية الثانية التي قتل فيها الملايين، وموقف الفاتيكان من الإبادات الجماعية التي تعرض لها اليهود بما سمي الهولوكوست، والمعاقين على يد النازية الألمانية، وشائعات تعاون هذا البابا مع هتلر، وبأن أكثر ما يثير الشكوك هو سرية الوثائق الخاصة به والتي يحفظها الفاتيكان بكتمان شديد.

فساد الكنيسة الكاثوليكية وتأسيس المذهب البروتستانتي

سلط الدكتور علواني الضوء على الراهب الألماني مارتن لوثر الذي تحدى أكبر سلطة دينية في العالم وأسس المذهب البروتستانتي، حيث وجد لوثر الفساد يعم روما خلال رحلته للحج فيها، وقد طال الفساد الكنيسة والبابا ومن حوله، وانتقد صكوك الغفران فتم اتهامه بالفساد ونفته الكنيسة فأسس المذهب البروتستانتي الذي يعتبر ثاني أكبر مذهب في الدين المسيحي، مبينا بأن كل وثائق محاكمة وطرد الراهب لوثر كينيغ موجودة في الأرشيف السري للفاتيكان ولم يتم كشفها بوضوح حتى اليوم، لأنها قد تكشف فسادا داخليا متأصلا في جذور كاتدرائية القديس بطرس.

فتح الأرشيف السري للفاتيكان للتستر على الانتهاكات الجنسية بحق الأطفال

أوضح علواني بأن الكنيسة قررت في 2 آذار 2020، ولأول مرة بعد قرون طويلة من السرية فتح الأرشيف السري للفاتيكان، مبينا بأن التكهنات عن سبب السرية الكبيرة اشارت إلى الانتهاكات الجنسية بحق الأطفال داخل أسوار الكنائس الكاثوليكية، وبأن بابا الفاتيكان أصدر بيانا عبر فيه عن الخجل والأسى بعد الكشف عن قيام كهنة كاثوليك بالاعتداء الجنسي على نحو 1000 طفل طيلة سبعة عقود في ولاية بنسلفانيا الأمريكية وحدها، ولفت الدكتور علواني إلى التحقيقات في الانتهاكات الجنسية في الكنيسة الكاثوليكية الأمريكية التي كشفت بأن مئات الكهنة استغلوا القاصرين جنسيا ووصل عدد الضحايا إلى 216 ألف طفل، وسعت الكنيسة بشكل منهجي لإخفاء القضية ولذا قال عدد من الأساقفة والمحامين الكنسيين بوجوب توقف الكنيسة عن أسلوب المحاكمات الباباوية السرية للانتهاكات الجنسية لأنها تستخدم غالبا للتستر على المشكلات بدلا من حلها، وبعد كل هذه الاتهامات كان لابد للفاتيكان من إشغال الناس بالوثائق الكثير المخفية في المكتبة ولإثارة انتباههم لقضايا اكثر جدلا علها تنسيهم ما لحق بسمعتها من هذه الجرائم والفضائح.

وفي الختام تساءل مأمون علواني عن حقيقة فتح الأرشيف السري للفاتيكان وإن كان حقا عرض جميع المخطوطات والوثائق والأسرار والمعارف التي بحوزته أم أشغل الناس بالقشور واحتفظ باللب، مذكرا بأنه في الوقت الذي كان في علماء العرب والمسلمين يتنبؤون بموعد الكسوف قبل حدوثه بأيام كان الأوروبيون يركضون ويصرخون بأن غولا يبتلع الشمس، فكيف انقلبت الحكاية وصار الأوروبيون أسياد العالم وغرق العرب في الدرك الأسفل للحضارة، وخلص إلى أن رزما قدست العلم الكتب فنهضت أما العرب فمنذ إغراق هولاكو لمكتبة بغداد العظيمة في النهر واصطباغ مياهه باللون الأسود مدة 15 يوما لكثرة الحبر والكتب ونحن نقيد عقولنا بسواد الجهل، فأما آن الآوان لنكف عن النواح على ماضينا المندثر ونهتم بالعلم والمعرفة علنا نستعيد شيئا مما فاتنا.