الكشف عن طفيلي يسيطر على دماغ النملة ويحولها إلى زومبي

عالم الحيوان

طفيلي يسيطر على دماغ النمل ويحولها إلى زومبي عند الفجر والغسق

19 أيلول 2023 16:10

اكتشف العلماء أن النمل المصاب بدودة الكبد المشرط، وهي دودة مسطحة طفيلية صغيرة، تعاني من حالة من فقدان الإدراك، وتتمتع الديدان الكبدية بدورة حياة معقدة ومُصممة بشكل جنوني تقريباً، والتي تبدأ بالسيطرة على دماغ النملة، حيث تتسلق النملة المطمئنة على الأعشاب وتثبت فكيها القويين على قمة قطعة من العشب، وتبقى ثابتة على هذه الوضعية، مما يجعلها عرضة للأكل من قبل الماشية والغزلان.

دودة الكبد المشرط الطفيلية تحول النملة إلى زومبي

اكتشف باحثون من قسم علوم النبات والبيئة بجامعة كوبنهاغن أن قدرة الطفيلي على السيطرة على النملة هي أكثر تعقيداً مما كان يعتقد سابقاً، ومن المثير للإعجاب أن الطفيلي يمكنه أيضاً جعل النملة تزحف عائدة إلى أسفل العشب عندما يصبح الجو حاراً جداً.

يوضح البروفيسور المساعد بريان لوند فريدنسبورغ، الذي أجرى الدراسة مع طالب الدراسات العليا السابق سيمون نوردستراند جاسكي، وهو الآن طالب دكتوراه في جامعة فاجينينجن في هولندا:

"إن وجود النمل على قمة العشب عندما ترعى الماشية أو الغزلان خلال ساعات الصباح والمساء الباردة، ثم النزول مرة أخرى لتجنب أشعة الشمس القاتلة، هو أمر ذكي للغاية، وهذا يكشف عن طفيلي أكثر تطوراً مما كنا نعتقد في الأصل".

درجات الحرارة مرتبطة بسلوك النمل الزومبي

ومن أجل الدراسة، قام الباحثون بوضع علامة على عدة مئات من النمل المصاب في غابات بيدستروب بالقرب من روسكيلد، الدنمارك، وقال بريان لوند فريدنسبورغ: "لقد تطلب الأمر بعض البراعة في لصق الألوان والأرقام على الأجزاء الخلفية من النمل، لكنه سمح لنا بتتبع كل نملة لفترات أطول من الوقت".

ثم لاحظوا سلوك النمل المصاب بدودة الكبد المشرط فيما يتعلق بالضوء والرطوبة والوقت من اليوم ودرجة الحرارة، وكان من الواضح أن درجة الحرارة كان لها تأثير على سلوك النمل.

فعندما كانت درجة الحرارة منخفضة، كان النمل أكثر ميلاً للالتصاق بأعلى قطعة من العشب، وعندما ارتفعت درجة الحرارة، ترك النمل العشب وزحف عائداً إلى الأسفل، وقال فريدنسبورغ: "لقد وجدنا علاقة واضحة بين درجة الحرارة وسلوك النمل، لقد وجدنا مفتاح التحول إلى زومبي عند النملة".

وبمجرد أن تصيب دودة الكبد المشرط النملة، تغزو عدة مئات من الطفيليات جسم النملة، لكن واحداً فقط يشق طريقه إلى الدماغ، حيث يمكنه التأثير على سلوك النملة، أما بقية الديدان الكبدية فتختبئ في بطن النملة.

وبذلك، يمكن أن يكون هناك مئات من الديدان الكبدية تنتظر النملة لتنقلها إلى مضيفها التالي، حيث يتم لفها في كبسولة تحميها من حمض المعدة الناتج عن المضيف، بينما تموت دودة الكبد التي سيطرت على النملة.

المصدر: مجلة البيئة السلوكية