يعد تليف الرئة مرضاً خطيراً يؤثر على ما يقرب من 250 ألف شخص في الولايات المتحدة وحدها، ويتم الإبلاغ عن 50 ألف حالة جديدة كل عام، ولا يوجد علاج حالياً لهذا المرض، مما يؤكد الحاجة الملحة إلى فهم أفضل لسبب إصابة الأشخاص بهذا المرض.
في دراسة جديدة، حدد الباحثون في كلية الطب بجامعة بوسطن أن التفاعلات غير الطبيعية بين أنواع الخلايا المختلفة، وخاصة الصفائح الدموية والخلايا المناعية للرئة، تعزز تليف الرئة، ووفقاً للباحثين، تسلط هذه الدراسة الضوء على كيفية عمل أنواع الخلايا المختلفة معاً في حالة الشخص المصاب بتليف الرئة.
دور الصفائح الدموية في حالة التليف الرئوي
الصفائح الدموية هي خلايا تشكل جلطات دموية عادة، ولكن في حالة تليف الرئة، فإنها تشارك في وظائف الخلايا المناعية التي تنتهي بمهاجمة الخلايا السليمة وإتلاف الرئة، وفي حين أنه من المفترض أن يحمينا الجهاز المناعي من الفيروسات والبكتيريا، إلا أنه في المرضى الذين يعانون من تليف الرئة فإن الجهاز المناعي يضر جسمهم.
الهستونات تمنع وسيط الإنترلوكين من مكافحة تليف الرئة
وجد الباحثون في جامعة بوسطن أن بروتينات الدعم الهيكلي الصبغي التي تسمى الهستونات، والتي تطلقها الخلايا المناعية التي تسمى العدلات، تبدأ هذا التفاعل الشاذ عن طريق تنشيط إنتاج الوسيط المناعي، وإيقاف عمل عامل النمو β 1 في الصفائح الدموية، مما يؤدي إلى حظر إطلاق وسيط آخر، وهو إنترلوكين، من خلايا مناعية متخصصة تسمى البلاعم، ويمنع هذا التثبيط وسيط الإنترلوكين من مكافحة التليف.
الهستونات تساهم في تطور التليف الرئوي
الهستونات تساهم في تطور التليف الرئوي
يقول "أرجون شارما" أحد مؤلفي الدراسة، والدكتور "ماركوس بوسمان" المؤلف الرئيسي والأستاذ المشارك في قسم الأمراض والطب المخبري: "على الرغم من معرفتنا السابقة بأن الهستونات لها دور مهم في التليف، إلا أن آلية مساهمتها في تطور المرض ليست مفهومة تماماً، توفر النتائج التي توصلنا إليها رؤى آلية جديدة حول كيفية مساهمة التفاعلات المتغيرة بين أنواع الخلايا المختلفة في تطور التليف بوساطة الهيستون".
منع الهستونات باستخدام الأجسام المضادة يخفف من التليف الرئوي
أظهر التحقيق الأولي باستخدام عينات من المرضى الذين يعانون من التليف الرئوي مجهول السبب زيادة في إطلاق الهيستون لدى هؤلاء المرضى مقارنة بالأفراد الأصحاء، وفي وقت لاحق، وباستخدام نموذج تجريبي لتليف الرئة الذي بدأ بسبب إصابة الرئة الناجمة عن البليوميسين، تم إنشاء العدلات كمصدر رئيسي للهستونات.
كما أن المزيد من التجارب، بما في ذلك فحص سائل مجرى الهواء الرئوي لتقييم مستويات الوسطاء المناعيين بعد منع الهستونات وتلطيخ الأنسجة والحذف الجيني، حددت جميعها β 1 و إنترلوكين كوسطاء جزيئيين رئيسيين للهستونات أثناء التليف، ويقول بوسمان: "تساعد هذه الدراسة في سد فجوة معرفية حاسمة من خلال توضيح دور ثلاثة بروتينات رئيسية: الهيستونات، و β 1 و إنترلوكين في تطور التليف، مما يفتح آفاقاً مهمة للعلاجات جديدة".
المصدر: مجلة PNAS