أعراض الخرف الجبهي الصدغي وتأثيره على السلوك واللغة

العلامات المبكرة للخرف الجبهي الصدغي

هل لاحظت أن شخصاً ما يتصرف بشكل مختلف؟ هل يقوم زميلك في العمل بأشياء غريبة، مثل الاصطدام بالأبواب أثناء سيره في القاعة؟ أو هل فقد زوجك الذي كان لطيفاً ومهتماً في السابق قدرته على التعاطف، لدرجة أنه عندما أخبرته عن تشخيص إصابتك بالسرطان، اشتكى من أن جدول علاجك سيتعارض مع لعبة الغولف الخاصة به؟ إذا كان الأمر كذلك، فقد تظهر عليهم علامات مبكرة لمرض الخرف الجبهي الصدغي.

مؤشرات الإصابة بمرض الخرف الجبهي الصدغي

ربما يكون هناك مشكلة في اللغة، وليس في السلوك، وربما يبدأ الأمر بصعوبة في العثور على الكلمات مثل أي شخص بالغ كبير السن، ولكن هل يواجه شقيقك الآن مشكلة في القواعد النحوية ونطق جملة مفهومة؟ أم أن صديقك لا يعرف معنى بعض الكلمات العادية مثل البيتزا أو عصير الليمون أو الخشب أو المعدن؟ إذا كان الأمر كذلك، فقد تكون هذه العلامات مؤشرات على الإصابة بمرض الخرف الجبهي الصدغي، أو الإصابة بالحبسة التقدمية الأولية، وهي متلازمة نادرة تُصيب الجهاز العصبي وتؤثر في القدرة على التواصل، ويجد المصابون بها صعوبة في التعبير عن أفكارهم.

مشاكل اللغة والسلوك مرتبطة بالخرف الجبهي الصدغي

كلاهما لهما نفس الأسباب الأساسية: عائلة من البروتينات غير الطبيعية التي يمكن رؤيتها تحت المجهر، وفي الواقع، هناك أكثر من عشرة أمراض مختلفة يمكن أن تسبب مرض الخرف الجبهي الصدغي، وكل واحد منهم يمكن أن يؤدي إلى الخرف الجبهي الصدغي أو الصعوبات اللغوية للحبسة التقدمية الأولية.

ولكن كيف يمكن لنفس المرض، الذي يسببه نفس البروتين غير الطبيعي، أن يؤدي إما إلى مشاكل سلوكية أو مشاكل لغوية، أو في بعض الأحيان إلى كليهما؟ الجواب هو أن ذلك يعتمد على مكان وجود المرض.

تأثير الخرف الجبهي الصدغي على السلوك واللغة

ينظم الفص الجبهي من دماغك، الموجود خلف جبهتك، شخصيتك وحكمك وسلوكك ويوجهها، ولذلك، إذا كان الخرف الجبهي الصدغي موجوداً في هذه المنطقة، فسوف يسبب تغيرات في الشخصية والحكم والسلوك.

يعتبر الفص الصدغي الأيسر، بالقرب من أذنك اليسرى وصدغك، وجزء من الفص الجبهي الأيسر فوقه مباشرة هما مناطق الدماغ المهمة للغة، وعندما تتأثر هذه المناطق بأمراض الخرف الجبهي الصدغي، تتطور مشاكل اللغة.

الفرق بين الخرف الجبهي الصدغي ومرض الزهايمر

يؤثر الخرف الجبهي الصدغي على الأشخاص في منتصف العمر، وعادةً ما تتراوح أعمارهم بين 45 و65 عام، على الرغم من أنه يتم تشخيص ربع الأفراد بعد سن 65 عاماً، ويصيب مرض الزهايمر عادةً الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً.

أما من حيث الأعراض، يعاني الأشخاص المصابون بالخرف الجبهي الصدغي من مشاكل في اللغة أو السلوك، في حين أن الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر، وهو السبب الأكثر شيوعاً للخرف، فعادةً ما يعانون من مشاكل في الذاكرة.

ونظراً لأن أكثر من 12 بروتين غير طبيعي مختلف يمكن أن يسبب الخرف الجبهي الصدغي، فإن مساره الزمني متغير جداً، ومنذ تشخيص الإصابة به، يحتاج الأشخاص المصابون بالخرف الجبهي الصدغي إلى رعاية تمريضية في المنزل خلال فترة تتراوح بين عامين إلى 20 عاماً، أما النطاق النموذجي لمرض الزهايمر هو من أربعة إلى 12 عام.