الجلوس لساعات طويلة يضاعف خطر الإصابة بالخرف والأمراض المزمنة

المخاطر الصحية المرتبطة بالجلوس لفترات طويلة

أظهرت الأبحاث الجديدة أن فترات الجلوس الطويلة تزيد من خطر الإصابة بالخرف، من بين عدد كبير من المشكلات الصحية الأخرى.

الجلوس لفترة طويلة مرتبط بخطر الإصابة بالخرف

فكر في عدد الساعات التي تقضيها جالساً كل يوم، سواء على مكتبك أو أثناء تنقلاتك أو على أريكتك، ثم قم بإحصاء عدد المرات التي تقوم فيها خلال تلك الساعات بالنهوض والتحرك.

إذا كان عدد الساعات التي تقضيها جالساً قليلة إلى حد ما، وكنت تقوم غالباً بالوقوف والمشي، فقد يكون من المفيد تقييم تحركاتك اليومية، حيث ترتبط فترات الجلوس الطويلة بزيادة خطر الإصابة بالخرف، وفقاً لدراسة جديدة أجراها العلماء في جامعة جنوب كاليفورنيا وجامعة أريزونا، مما يضيف إلى قائمة طويلة بالفعل من الآثار الصحية الضارة المعروفة.

المخاطر الصحية المرتبطة بالجلوس لفترات طويلة

تقول الدكتورة "كيلي ماكينتوش" الباحثة المشهورة عالمياً في السلوك وأستاذة الرياضة وعلوم التمارين في جامعة سوانسي: "الأمر يشبه امتلاك سيارة، وهي شيء يهدف إلى الحركة، عندما تبقى السيارة غير مستخدمة، يمكن أن تنسد كل أنابيب الزيت وتتآكل القطع، وهذا ما يحدث بشكل أساسي لأجسامنا وشراييننا".

المخاطر الصحية كبيرة فعلاً، حيث تظهر الأبحاث أن الجلوس لفترات طويلة يؤدي إلى ضعف العضلات واختلال التوازن، ومشاكل في الجهاز الهضمي، وتدهور الصحة العقلية، وانخفاض كثافة العظام، وليس من المستغرب، تقوّس الظهر.

الجلوس لفترة طويلة مرتبط بخطر الإصابة بالأمراض المزمنة

يقول "الدكتور تشون تانغ" الطبيب العام والمدير الطبي لشركة Pall Mall: "هناك أيضاً ارتباط قوي بالعديد من الأمراض المزمنة، بما في ذلك أمراض القلب والسكري من النوع الثاني وأنواع معينة من السرطان، إن الجلوس لفترات طويلة يمكن أن يؤثر على حساسية الأنسولين وضغط الدم ومستويات الكوليسترول، وكلها عوامل خطر لهذه الحالات".

الجلوس لفترات طويلة يرتبط بخطر الوفاة المبكرة

لذلك، ليس من المفاجئ أن يكون الجلوس غير مرتبط بطول العمر، ويضيف الدكتور تانغ: "أظهرت العديد من الدراسات أن الجلوس لفترات طويلة يرتبط بزيادة خطر الوفاة المبكرة، وحتى إذا كنت تمارس التمارين الرياضية بانتظام، فقد لا يعوض ذلك بشكل كامل الآثار السلبية للجلوس لفترات طويلة".

تأثير الجلوس الطويل على الجسم

ربما يكون هذا هو الجزء الأصعب على الاستيعاب: ممارسة الرياضة مرة واحدة يومياً ليست كافية، حتى لو كانت قوية، حيث قارنت دراسة واسعة النطاق نشرت في مجلة الطب والعلوم في الرياضة والتمارين الرياضية، بين مجموعة من الأشخاص الذين مارسوا التمارين الرياضية لمدة 30 دقيقة ثم جلسوا دون توقف تقريباً لمدة 10 ساعات، مع مجموعة من الأشخاص الذين لم يجلسوا لفترة طويلة ومشوا بين الحين والآخر، وكانت المجموعة الأخيرة تتمتع بنتائج صحية أفضل بكثير.

الفوائد الصحية للحركة والنشاط البدني

وتوضح الدكتورة ماكينتوش: "من الواضح أن القيام بأي نوع من النشاط سيساعد الصحة العامة، لكن السلوك المستقر والخمول البدني هما في الواقع عوامل خطر مستقلة، لذلك، تقترح الإرشادات أن البالغين بحاجة إلى ممارسة النشاط لمدة 150 دقيقة أسبوعياً بكثافة متوسطة إلى قوية، ولكن لديهم أيضاً إرشادات للسلوك المستقر تتمثل في تقليل مدة الجلوس إلى أقل من ساعتين يومياً".

الخبر السار هو أن الحل بسيط فعلاً، كل ما عليك فعله هو الوقوف، لأن الوقوف يحرك العضلات اللازمة للحفاظ على توازنك واستقامتك. 

المصدر: موقع I News