عندما أخبر الأطباء كارمن هورتادو أن طفلتها البالغة من العمر 8 سنوات مريضة بحالة تعرف باسم مرض الكبد الدهني، لم يكن الخوف هو أول رد فعل لها، بل كان الارتباك.
كانت داني طفلة سعيدة ونشيطة، وبخلاف اكتساب بعض الوزن في العام السابق، لم يظهر عليها أي مشكلة صحية، كانت السيدة هورتادو تعتقد أن مرض الكبد الدهني هو مرض ناتج عن التقدم بالعمر وخيارات نمط الحياة السيئة، وهو خاص بـ "كبار السن"، وفقط الرجال، وبالتحديد هؤلاء الذين يشربون الخمر بشكل مفرط.
مرض الكبد الدهني يصيب الأطفال
في حين أن هذا ربما كان صحيحاً منذ جيل مضى، إلا أن شيئاً ما قد تغير في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ولا يزال العلماء يحاولون معرفة ما هو، فقد بدأ أطباء الأطفال في جميع أنحاء العالم في الإبلاغ عن حالات لأطفال لا تتجاوز أعمارهم عامين أو لا يزالون في سن المراهقة ولديهم كرات من الخلايا الدهنية في الكبد بتركيزات لا ينبغي أن تكون موجودة عادة، وكانت حالة بعض المرضى سيئة للغاية.
وقالت هورتادو: "لقد استغرق الأمر مني بعض الوقت لأفهم ما كان يحدث، ثم شعرت بالخوف حقاً".
ارتفاع معدلات الإصابة بمرض الكبد الدهني
قبل مطلع القرن العشرين، لم يكن هناك سوى عدد قليل من الحالات الموثقة لمرض الكبد الدهني لدى الأطفال في الأبحاث الطبية، أما اليوم، يتأثر الملايين به، ويقدر الباحثون في مجلة Clinical Liver Disease أن 5 إلى 10% من جميع الأطفال في الولايات المتحدة مثلاً يعانون من مرض الكبد الدهني غير الكحولي، مما يجعله مرضاً شائعاً مثل الربو.
وقال "سمير سوفتيك" طبيب الجهاز الهضمي لدى الأطفال في مستشفى كنتاكي للأطفال والمتخصص في أمراض الكبد الدهنية: "إنه أسوأ مرض تسمع عنه من قبل"، وكان ارتفاع معدل الإصابات سريعاً كما كان غير متوقع، وفقاً لتحليل صحيفة واشنطن بوست.
ارتفاع معدل إصابة الأطفال بمرض الكبد الدهني
تُظهر البيانات من عام 2017 إلى عام 2021 قفزات كبيرة في عدد حالات الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي في جميع الأعمار في الولايات المتحدة، ولكن الزيادة الأكثر حدة حتى الآن كانت بين الأطفال، فبالنسبة للأطفال حتى سن 17 عاماً، تضاعف معدل التشخيص، هذا الارتفاع في عدد الحالات لا يمكن إسناده فقط لتقارير واختبارات أكثر دقة مع التعرف على الحالة بشكل أفضل، وذلك لأن عدد الحالات يزداد بشكل لا لبس فيه.
المصدر: صحيفة واشنطن بوست