الحفاظ على علاقات مقربة مع الأطفال يجعلهم طيبين واجتماعيين عندما يكبرون

علوم

الأطفال المقربون من والديهم أقل عرضة لمشاكل الصحة العقلية في مرحلة الطفولة المبكرة والمراهقة

10 تشرين الأول 2023 19:19

أكدت دراسة حديثة أن الأطفال الصغار المقربون من والديهم سيكبرون على الأرجح ليصبحوا طيبين ومهتمين ومراعين للآخرين، وتوصلت الدراسة الجديدة إلى أن هؤلاء الأطفال قد يعانون أيضاً من مشاكل صحية عقلية أقل خلال مرحلة الطفولة المبكرة والمراهقة.

وعلى النقيض من ذلك، فإن الأطفال الذين كانت علاقاتهم المبكرة مع والديهم متوترة عاطفياً أو سيئة هم أقل عرضة لأن يصبحوا مفكرين ولطفاء.

إيجابيات العلاقات الدافئة بين الأباء والأبناء على الصحة العقلية للأطفال

وقال إيوانيس كاتسانتونيس، باحث في جامعة كامبريدج في المملكة المتحدة والمؤلف المشارك في الدراسة: "إن تخصيص الوقت لبناء علاقات دافئة ومريحة ومتفهمة بين الوالدين والأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة يميل إلى التنبؤ بمرونة الأطفال ضد صعوبات الصحة العقلية".

وتابع: " ويزيد من مستويات السلوك الاجتماعي الإيجابي طوال فترة الطفولة والمراهقة، الإيجابية الاجتماعية هي مصطلح شامل يشمل اللطف والتعاطف والمساعدة والكرم والعمل التطوعي، إن النتائج منطقية وبديهية، حيث يقلد الأطفال والديهم، ومن ثم يتعلمون خلال ذلك مهارات اجتماعية يجدونها مفيدة فيما بعد".

بالنسبة للدراسة، قام الباحثون بتحليل بيانات أكثر من 10700 طفل ولدوا بين عامي 2000 و2002، وأجروا مقابلات مع الآباء والأطفال في سن 5 و 7 و 11 و 14 و 17 عام.

وذلك باستخدام استبيانات موحدة تقيس أعراض الصحة العقلية مثل الاكتئاب والقلق والعدوانية والسلوكيات المرغوبة اجتماعياً والعلاقات الشخصية والانضباط.

وهذا ما وجده الباحثون، كلما كان الأطفال أقرب إلى والديهم في سن الثالثة، كلما زاد لديهم اللطف والتعاطف والمساعدة والكرم والعمل التطوعي عندما يكبرون، وعلى العكس من ذلك، فإن الأطفال الذين كانت علاقاتهم المبكرة مع والديهم متوترة عاطفياً أو سيئة كانوا أقل عرضة لتطوير عادات اجتماعية إيجابية مع مرور الوقت.

الصحة العقلية تبقى مستقرة في فترة الطفولة والمراهقة

كما وجدت الدراسة أن الصحة العقلية تظل مستقرة طوال فترة الطفولة والمراهقة، وقال كاتسانتونيس: "بعد سن معينة، نميل إلى أن نكون بصحة جيدة عقلياً، أو مريضين عقلياً، ويكون لدينا مستوى ثابت إلى حد معقول من المرونة".

ومن ناحية أخرى، تختلف السلوكيات المرغوبة اجتماعياً بشكل أكبر ولفترات زمنية أطول، مما يشير إلى وجود فرصة أكبر للتدخل ووضع الأطفال على مسار جديد.

وقال كاتسانتونيس: "إن التقارب يتطور فقط مع مرور الوقت، وبالنسبة للآباء الذين يعيشون أو يعملون في ظروف مرهقة ومقيدة، غالباً ما لا يكون هناك ما يكفي من التقارب".

المصدر: جامعة كامبريدج