الحيوانات الشبيهة بالخلد تطورت عدة مرات في قارات مختلفة بشكل مماثل له

حيوانات تطورت بشكل يشبه سمات الخلد

إن سيطرة حيوانات الخلد على العالم هي مثال آخر على التطور المتقارب، وهي العملية التي من خلالها تطور الكائنات الحية ذات الصلة البعيدة بشكل مستقل سمات مماثلة للتكيف مع الضروريات المتشابهة، وهناك الكثير من الأمثلة التي تحدث في الطبيعة، مثل كيفية تطور أجنحة الخفافيش والحشرات والطيور بشكل مستقل عن بعضها البعض، ولكن الخلد هو مثال واضح بشكل خاص.

فصيلة الخلد

من الناحية الفنية، ينتمي الخلد إلى عائلة تصنيفية تسمى Talpidae، والتي توجد في نصف الكرة الشمالي لأمريكا الشمالية وأوراسيا، على الرغم من أنه من الغريب عدم العثور على أي خلد في أيرلندا.

تتضمن هذه الفصيلة حوالي 42 نوع مختلف، بما في ذلك الخلد الأوروبي، والخلد الياباني الصغير، والديسمان الروسي شبه المائي، وخلد الزبابة في جبل الثلج في الصين، وتختلف الأنواع العديدة قليلاً، لكنها تشترك في بعض الخصائص الواضحة، فجميعها حيوانات صغيرة ذات فرو داكن وأجسام أسطوانية، ومخالب مقلوبة إلى الخارج، وأنف بلا شعر، وبصر ضعيف جداً ،وأحياناً تكون عمياء تماماً أو ليس لديها عيون حتى.

حيوانات تشبه الخلد ولا تنتمي لفصيلته

آخر تطور لهذه الحيوانات هو الخلد الذهبي، الذي لا ينتمي إلى عائلة الخلد الحقيقية Talpidae، ولكنه يضم عائلته الخاصة المعروفة باسم Chryso، حيث طورت هذه الحيوانات سمات تشبه الخلد منفصلة تماماً عن Talpidae في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وفي جميع النواحي، تبدو مشابهة جداً لحيوانات الخلد الحقيقية، باستثناء فرائها الأشقر الفاتح، والذي يتكيف بشكل أفضل مع العيش في الطبيعة الرملية في جنوب إفريقيا.

حيوانات الخلد الجرابي

وفي مثال آخر، هناك حيوانات الخلد الجرابي في أستراليا، وبشكل مستقل عن عائلات Talpidae و Chryso، طورت هذه المخلوقات سماتها الشبيهة بالخلد من سلالة من الجرابيات، وهي ثدييات غير عادية تحمل صغارها في كيس مثل الكنغر، والشياطين التسمانية، والكوالا.

سمات فأر الخلد العاري

وأخيراً وليس آخراً، هناك أيضاً أكثرها إثارة للرعب: فأر الخلد العاري، فمن الناحية التصنيفية، فهو ليس خلد على الإطلاق، ولكنه قارض يحمل العديد من السمات الرئيسية التي نراها في جميع الحيوانات المذكورة أعلاه والتي تساعد في أنماط الحياة تحت الأرض، ومن بين جميع الثدييات الشبيهة بالخلد الموجودة تحت الأرض، فهي بلا شك الأكثر غرابة، فهم لا يشعرون بالألم، وهم مقاومون لمعظم أشكال السرطان، ويمكنهم البقاء على قيد الحياة في بيئات خالية من الأكسجين لمدة 20 دقيقة تقريباً، كما أنها تظهر بوضوح الحياة الاجتماعية، وهو النظام التعاوني للسلوك الاجتماعي المرتبط عادة بخلايا النحل والنمل الأبيض.