اللحوم المزروعة في المختبر ومواجهة أزمة المناخ

منوعات

اللحوم المزروعة في المختبر ستساعد في حل أزمة المناخ

11 تشرين الأول 2023 14:14

مع وصول مستويات ثاني أكسيد الكربون إلى أعلى مستوياتها، ويبدو أن الأمل في المحافظة على الهدف الذي حددته الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، وهو 1.5 درجة مئوية، أكثر قتامة من أي وقت مضى، فقد حان الوقت الآن لإجراء تغييرات جذرية على نمط حياتنا وأنماط استهلاكنا، ونظراً لأن صناعة اللحوم هي واحدة من أكبر المساهمين في أزمة المناخ، فإن فكرة اللحوم المزروعة في المختبرات تثير ضجة في عالم الغذاء، ولكن ما مدى استدامة اللحوم المزروعة؟ وهل يمكن أن يتوقع النباتيون أن يتحول اسمهم إلى "المزارعين"؟

دور صناعة اللحوم في أزمة المناح

إن التأثير البيئي الناجم عن صناعة اللحوم لا جدال فيه، حيث تنتج حوالي 14.5٪ من انبعاثات غازات الدفيئة في العالم، وتستخدم 77٪ من الأراضي الزراعية، ومع توقع أن يتجاوز عدد سكان العالم 9 مليارات نسمة بحلول عام 2050، فإن الطلب على اللحوم سوف يرتفع، لقد أصبح قسم كبير من الأراضي الزراعية العالمية غير صالح للاستخدام بالفعل بسبب تغير المناخ، كما أن قطع المزيد من الأشجار من أجل الأراضي الزراعية الجديدة لن يؤدي إلا إلى تفاقم هذه المشكلة لأنه يزيل المخازن الكبيرة للكربون، وعلى الرغم من أن الأنظمة الغذائية النباتية أصبحت أكثر شيوعاً في جميع أنحاء العالم، فمن الواضح أننا بحاجة إلى استراتيجية جديدة لإغراء محبي اللحوم لدينا بتناول المنتجات المزروعة في المصانع.

كيف يتم إنتاج اللحوم المزروعة في المختبر؟

تعتمد اللحوم المزروعة في المختبر على تقنية نمو الأنسجة العضلية في المختبر، حيث تم تطوير هذه العملية منذ أكثر من 100 عام، ولكن في عام 2013 فقط تحول التركيز إلى تطبيق هذه التقنية لإنتاج أول لحم مزروع، وتتضمن عملية زراعة اللحوم حصاد خلايا العضلات من حيوان حي تحت التخدير الموضعي، وزراعتها في مفاعل حيوي مزود بالعناصر الغذائية المطلوبة للسماح للخلايا بالتكاثر في الأنسجة العضلية التي يمكن تشكيلها بالحجم المطلوب، ويمكن للخلايا المأخوذة من بقرة واحدة أن تنتج ما يصل إلى 175 مليون قطعة من لحم البرغر، وهو ما يعادل ذبح 440 ألف بقرة، وهذا يعني أنه مع التوسع المناسب في الإنتاج، ستصبح اللحوم المزروعة أكثر من قادرة على تلبية طلب المستهلكين.

التأثير البيئي للحوم المزروعة في المختبر

ومن حيث التأثير البيئي، فإن اللحوم المزروعة لديها القدرة على أن تكون السر الذي قد نبحث عنه، وبحسب نوع اللحوم المنتجة، من المتوقع أن تستخدم اللحوم المزروعة مياه أقل بنسبة 82 إلى 96 في المائة، و 99 في المائة أقل من الأراضي، وتنتج انبعاثات غازات دفيئة أقل بنسبة 78 إلى 96 في المائة، وذلك لأنها لا تعتمد على مساحة كبيرة من المراعي لرعي الماشية، ويجب تخصيص مساحة أقل من الأراضي والمياه لإنتاج الأعلاف الحيوانية.

اللحوم المزروعة في المختبر ومواجهة أزمة المناخ

ومع ذلك، فإن عملية زراعة اللحوم صناعياً تستهلك الكثير من الطاقة، لذلك، ومن أجل الحصول على الفوائد الكاملة من هذه العملية، من الضروري إزالة الكربون من الصناعة والتحول إلى مصادر متجددة في المقام الأول مثل طاقة الرياح أو الطاقة الشمسية، وعلاوة على ذلك، لا تزال العديد من الشركات تعتمد على مصل الأبقار الجنيني FBS لتزويد الخلايا المنقسمة بالتغذية، والتي يتم الحصول عليها من أجنة الأبقار الحوامل التي لم تولد بعد ذبحها، وهذا يعني أن العملية لم يتم فصلها بالكامل بعد عن تربية الحيوانات التقليدية، لكن الحلول لهذه المشكلة ليست صعبة على الإطلاق. 

المصدر: جامعة أوكسفورد