أطلق الأطباء على التمارين الرياضية اسم "مضادات الاكتئاب الطبيعية" منذ عدة سنوات، والآن تؤكد دراسة جديدة هذه الفكرة.
تأتي هذه النتيجة بعد دراسة استمرت أربعة أشهر لتأثير الجري على التخفيف من القلق والاكتئاب مقارنة بمضادات الاكتئاب الشائعة.
الجري أكثر فاعلية من الأدوية لتخفيف الاكتئاب
تعمل مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية SSRIs عن طريق زيادة مستويات السيروتونين، وهو ناقل عصبي يلعب دوراً رئيسياً عندما يتعلق الأمر بتنظيم المزاج والاكتئاب والقلق.
ولكن من بين 140 مريضاً بالاكتئاب، لاحظ أولئك الذين شاركوا في رياضة الجري الجماعية المنتظمة، أي مرتين أو ثلاث مرات لمدة 45 دقيقة كل أسبوع، انخفاضاً كبيراً في مستويات الاكتئاب لديهم أكثر قليلاً من أولئك الذين تناولوا دواء SSRI الشهير إسيتالوبرام، أو ليكسابرو.
الرياضة تتفوق على الأدوية في علاج الاكتئاب
كما أن أولئك الذين عالجوا اكتئابهم بالتمارين الرياضية حصلوا على مكافأة إضافية، وهي تحسن ملحوظ في صحتهم البدنية أيضاً.
وقالت مؤلفة الدراسة "بريندا بينينكس"، إن مجموعة الرياضة "فقدت الوزن وتحسنت اللياقة البدنية لديهم وانخفض معدل ضربات القلب وضغط الدم"، في حين لم تتمتع مجموعة الدواء بأي من هذه الفوائد.
تأثير نمط الحياة على الصحة النفسية
قدمت بينينكس، أستاذة علم الأوبئة النفسية ونائبة رئيس قسم الطب النفسي في المركز الطبي بجامعة أمستردام في هولندا، النتائج التي توصلت إليها في نهاية هذا الأسبوع في اجتماع ECNP، الذي يركز على علم وعلاج اضطرابات الدماغ، كما تم نشر البحث في وقت سابق من في مجلة الاضطرابات العاطفية.
وقالت بينينكس: إن النتائج تشير عموماً إلى أنه "يجب علينا أن نولي المزيد من الاهتمام لتحسين نمط الحياة بسبب تأثيرها على اضطرابات الصحة النفسية".
الجري يساهم في علاج الاكتئاب
عانى جميع المرضى في الدراسة من الاكتئاب أو القلق، وعندما تم الاختيار بين الخيارين، اختار ما يقرب من الثلثين معالجة اكتئابهم من خلال جلسات الجري التي تمت جدولتها بانتظام على مدى أربعة أشهر، واختار الثلث المتبقي تناول عقار إسيتالوبرام.
ولاحظ الفريق أنه في كلا المجموعتين كان هناك مرضى لم يروا أي فائدة من أي نوع عندما يتعلق الأمر بالحد من الاكتئاب أو القلق.
الفوائد الصحية لرياضة الجري
وفي الواقع، فقط ما يزيد قليلاً عن 4 من كل 10 مرضى، أي بنسبة 44%، في كل من مجموعات الجري والأدوية شهدوا تحسناً في الصحة النفسية والعقلية.
لكن أولئك الذين كانوا في مجموعة الركض نجحوا أيضاً في التخلص من بعض الوزن وتقليل محيط الخصر، كما شوهدت تحسنات في ضغط الدم ووظيفة القلب بشكل عام، ولم يكن هذا هو الحال عند المجموعة التي تناولت دواء إسيتالوبرام.
المصدر: مجلة الاضطرابات العاطفية