كبت المشاعر يسبب فقدان الذاكرة

علوم

كبت المشاعر مرتبط بمخاطر صحية عديدة أبرزها الإصابة بفقدان الذاكرة والخرف

4 تشرين الثاني 2023 12:36

تعتبر القدرة على التحكم في عواطفنا وكبت المشاعر وقمعها ليست بالأمر السيء، خاصة عندما يتم ذلك للأسباب الصحيحة.

ولكن عندما يكون كبت المشاعر جزءاً كبيراً من وجودنا، كما يقول "روبرت دبليو ليفنسون" مدير معهد الشخصية والأبحاث الاجتماعية بجامعة كاليفورنيا، بيركلي، فقد يكون له أثر صحي مدمر.

كما أظهرت بعض الأبحاث أن الكبت العاطفي يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالخرف وأنواع أخرى من فقدان الذاكرة. 

ماذا يعني كبت المشاعر؟

كبت المشاعر أو قمع العواطف ينطوي على التقليل عمداً من الإشارات الخارجية لما نشعر به، ويقول ليفنسون إن بعض هذه المشاعر أساسية، على سبيل المثال، إذا أخذ شخص ما شيئاً منك أو هددك بطريقة ما، فهناك استجابة شبه بدائية تأتي دون الكثير من التفكير، ومن ناحية أخرى، إذا رأيت صورة لجراء صغيرة، فمن المرجح أن تتفاعل مع الصورة بالحب والإعجاب.

ويقول ليفنسون: "في العديد من الأنواع، هذا هو الواقع بأكمله، لكن البشر يمكنهم التلاعب بالعواطف عن طريق تعديل استجاباتنا مع ظهور العواطف، بحيث يمكننا أن نجعل التعبير عن المشاعر أقل وضوحاً".

التحكم بالمشاعر

لقد رأينا ذلك مع السياسيين على منصة المناظرة أو مع أحد المشاهير الذين لا يريدون أن تفهم وسائل الإعلام مشاعرهم، قد لا يكون البشر قادرين على محو تأثير المشاعر بشكل كامل، ولكن يمكننا تقليل ظهورها، ويؤكد ليفنسون: "الكبت هو استراتيجية التحكم في استجابتك العاطفية".

يمكن التحكم في عواطفنا بطرق أقل مباشرة أيضاً، على سبيل المثال، من خلال تعديل حياتنا بطرق أكثر إرضاءً عاطفياً، ويقول ليفنسون: "إذا كنت لا تريد أن تغضب، يمكنك اختيار أصدقائك بعناية أكبر، وإذا كنت لا تريد أن تخاف، يمكنك الابتعاد عن الأشياء التي تخيفك".

كيف يؤثر كبت المشاعر على الصحة؟

تظهر الأبحاث أن كبح وقمع المشاعر يؤثر على صحتنا، مما يؤدي إلى خسائر بيولوجية في أجسادنا على المدى الطويل.

وجدت دراسة نشرت في أكتوبر 2013 في مجلة الأبحاث النفسية الجسدية أن "قمع المشاعر قد يزيد خطر الوفاة المبكرة، بما في ذلك الوفاة بسبب السرطان" نتيجة لعدم وجود تنظيم في نظام الغدد الصماء، مما قد يتسبب على الأرجح في استجابة مستمرة للضغط النفسي.

كبت المشاعر وصحة القلب

كما وجدت أبحاث أخرى، نُشرت في عدد تشرين الأول 2010 في المجلة البريطانية لعلم النفس، أن القمع العاطفي كان له أيضاً تأثير على صحة القلب من خلال التسبب في "ضعف القلب والأوعية الدموية الناجم عن الإجهاد".

ويقول ليفنسون: "إذا كانت الاستجابة البيولوجية لإظهار المشاعر هي X، فإن التكلفة البيولوجية للتحكم في تلك المشاعر هي 2X".

كبت المشاعر يسبب فقدان الذاكرة

أظهرت بعض الأبحاث أن الكبت العاطفي يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالخرف وأنواع أخرى من فقدان الذاكرة.

وجد الباحثون في دراسة أجريت في آذار 2016 ونشرت في مجلة Nature، أن الكبت العاطفي يمكن أن يسبب فقدان الذاكرة، وقد يؤدي العمل على إبعاد تجارب الماضي إلى الإضرار بالطريقة التي يحتفظ بها دماغنا بالذكريات في المستقبل.

ووفقاً للدراسة، فإن قمع الذكريات يمكن أن يترك وراءه "آفة افتراضية" أو "فقدان الذاكرة لجزء كبير من تجاربنا".

كبت المشاعر مرتبط بخطر الإصابة بمرض الزهايمر والخرف

بالإضافة إلى ذلك، وجد الباحثون صلة بين قمع الذاكرة ومرض الزهايمر، وذلك في مقال نُشر في كانون الأول 2020 في مجلة جمعية الزهايمر، وقال المؤلفون إنه "عند مواجهة أحداث سلبية في الحياة، يبدو أن قمع مشاعر المرء يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالخرف ومرض الزهايمر". 

المصدر: مجلة Discover