نجحت عملية زراعة جديدة تستهدف مرض باركنسون في استعادة قدرة رجل على المشي بعد 25 عاماً من المعاناة من المرض، وفقاً لدراسة نشرت في مجلة Nature.
مريض باركنسون يستعيد القدرة على المشي باستخدام جهاز تجريبي مزروع جراحياً
تم تشخيص إصابة مارك غوتييه، البالغ من العمر 63 عاماً، بمرض باركنسون في سن 36 عام، وقد عانى من انخفاض الأداء الحركي مع تقدم المرض، وبمساعدة الجهاز التجريبي المزروع جراحياً، أصبح الآن قادراً على المشي لمسافة خمسة كيلومترات دون توقف، وفقاً للدراسة.
وقال غوتييه في مقابلة مع مركز الأبحاث والعلاج السويسري الذي يعمل على استعادة الوظائف العصبية: "الدخول إلى المصعد يبدو أمراً بسيطاً، أما بالنسبة لي، من قبل، فقد كان الأمر مستحيلاً، كما كنت أشعر دائماً بالبرد، والآن، ليس لدي أي مشكلة".
العجز الحركي المرتبط بمرض باركنسون
مرض باركنسون هو اضطراب في الدماغ يؤدي إلى تدهور الجهاز العصبي، وما يقرب من 90٪ من المرضى الذين يعانون من مرض باركنسون المتقدم يعانون مما تسميه الدراسة "العجز الحركي"، مما يؤثر على القدرة على المشي بحرية، وعلى الرغم من عدم وجود علاج معروف حالياً لمرض باركنسون، إلا أنه أصبح قابلاً للعلاج بشكل متزايد.
غرسة تجريبية لتحسين المشي لدى مرضى باركنسون
توضع "الغرسة فوق الجافية"، التي طورها المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا ومستشفى لوزان الجامعي، في المنطقة السفلية من الحبل الشوكي وترسل إشارات إلى الساقين عبر الدماغ، وبما أن الغرسة تحفز تلك الأعصاب، فإنها تعمل على "تخفيف عدم التناسق وتعزيز الخطوات الأطول، وتحسين التوازن وتحسين المشية"، مما يسمح لعضلات الساق بالتحرك بشكل أكثر راحة، وفقاً للدراسة.
وفي حالة غوتييه، تم زرع مولد صغير في جلد بطنه لتوفير الطاقة المباشرة للغرسة، وبعد عملية الزرع، يتم إجراء جلسات إعادة التأهيل مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع لمدة ثلاثة أشهر.
ومع ذلك،لا يزال الباحثون حذرين بشأن الآفاق المستقبلية للعلاج، وقال "غريغوار كورتين" مدير شركة NeuroRestore وعالم الأعصاب: "هذا مريض واحد فقط".
وقال كورتين: "لا نعرف ما إذا كان جميع الأفراد المصابين بمرض باركنسون سيستجيبون للعلاج"، مضيفاً أن الفريق "ملتزم" ببناء التكنولوجيا واختبارها على ستة مرضى إضافيين في المستقبل القريب.
المصدر: مجلة Nature