قد يتمكن رواد الفضاء من زراعة النباتات على القمر، وذلك بفضل عدد قليل من ميكروبات الأرض

منوعات

رواد الفضاء سيتمكنون من زراعة النباتات على القمر بفضل الميكروبات الأرضية

10 تشرين الثاني 2023 12:24

ساعدت الميكروبات على جعل كوكب الأرض صالحاً لدعم لحياة على مر العصور، ويمكنها أن تفعل الشيء نفسه على نطاق أصغر بالنسبة للقمر، حيث أفادت دراسة جديدة أن الميكروبات الأرضية يمكن أن تساعد في إطلاق العناصر الغذائية الحيوية في تربة القمر لمساعدة المزارعين في يوم من الأيام على إنتاج الطعام على القمر.

مواصفات التربة القمرية

وجدت الأبحاث السابقة أن التربة القمرية تمتلك عدداً جيداً من العناصر الحيوية لنمو النبات، وقد أثار هذا الآمال في أن المزارع الدفيئة "البيوت البلاستيكية" على القمر، يمكنها الاستفادة من الموارد المحلية لمساعدة القواعد القمرية على الحفاظ على الحياة، بدلاً من اضطرار رواد الفضاء إلى نقل كميات هائلة من التربة أو أنظمة الزراعة المائية الضخمة من الأرض.

ميزات زراعة النباتات على القمر

وقال المؤلف الرئيسي للدراسة ييتونغ شيا، من جامعة الصين الزراعية في بكين: "إن ميزة زراعة النباتات على القمر لا تقتصر على توفير الغذاء لرواد الفضاء الذين يعيشون في القاعدة القمرية، بل يمكن أن يساعد أيضاً في تجديد الهواء من خلال توفير الأكسجين وتنقية المياه وحتى توفير الراحة العاطفية".

ميكروبات الأرض تعزز خصوبة التربة القمرية

ومع ذلك، أظهرت التجارب السابقة أيضاً أن التربة القمرية سيئة بالنسبة لنمو المحاصيل، فهي لا تفتقر فقط إلى مركبات الكربون والنيتروجين الضرورية لنمو النبات، ولكن العناصر الحيوية التي تحتوي عليها، مثل الفوسفور، تكون في الغالب محبوسة داخل مركبات غير قابلة للذوبان والتي تجد النباتات صعوبة في امتصاصها.

وقال شيا: "إذا قمنا بزراعة النباتات مباشرة في التربة القمرية، فسيكون نموها محدوداً، وسوف تموت مبكراً"، وفي الدراسة الجديدة، استكشف شيا وزملاؤه طرقاً جديدة لجعل التربة القمرية أكثر خصوبة.

وأشاروا إلى أن الميكروبات الموجودة على الأرض ساعدت في جعل كوكبنا صالحاً للسكن بشكل أفضل على مدى مليارات السنين عن طريق تغيير الصخور الصلبة فيزيائياً وكيميائياً إلى تربة مسامية ونشطة بيولوجياً.

وأوضح شيا أن نقل الميكروبات إلى القمر لتحرير العناصر غير القابلة للذوبان سيكون أسهل بكثير من نقل أطنان من الأسمدة إلى هناك من كوكب الأرض.

جرب الباحثون مسحوق بركاني من الصين، والذي كان تركيبه مشابهاً للعينات التي جمعتها مهمة أبولو 14 في عام 1971، وقاموا بالتحقيق فيما إذا كانت خمسة أنواع من البكتيريا يمكنها تحويل الفوسفور غير القابل للذوبان في هذه التربة التي تشبه التربة القمرية إلى شكل قابل للذوبان يمكن للنباتات استخدامه، وقال شيا: "هذه البكتيريا هي أنواع معروفة بإنتاج الأسمدة".

قام العلماء بخلط عينات من التربة الصينية مع الميكروبات لمدة 21 يوماً، ووجدوا أن ثلاثة أنواع من البكتيريا سببت بتضاعف كمية الفوسفور القابل للذوبان خلال 10 إلى 21 يوماً، ومن الواضح أن الميكروبات ساعدت في جعل التربة أكثر حمضية، وفي تحرير الفوسفور من المركبات التي كانت محاصرة بداخلها.

المصدر: موقع Space.com