العالم من حولنا بما في ذلك منازلنا، يعج بالكائنات الدقيقة مثل البكتيريا والفيروسات والفطريات، ورغم أن بعضها ضار فإن الغالبية العظمى من هذه الميكروبات إما غير مؤذية أو مفيدة لصحتنا، كما يوضح جاك جيلبرت أستاذ طب الأطفال في جامعة كاليفورنيا بسان دييغو.
التنوع الميكروبي سر الصحة في العصر الحديث
فالميكروبات في منازلنا حيث نقضي معظم وقتنا، تلعب دورا حيويا في تعزيز صحتنا، فتشير الدراسات إلى أن التعرض لتنوع أكبر من الميكروبات يقوي جهاز المناعة ويقلل من معدلات الإصابة بالربو والحساسية.
ولا يزال فهمنا لما يسمى بـ"الميكروبيوم المنزلي" محدودا لكن هناك اتجاها واضحا فالتوسع الحضري أدى إلى تراجع التنوع الميكروبي في بيئتنا وأجسامنا، مما ساهم في زيادة الأمراض المناعية، ووفقا لجيلبرت إن التعرض للعالم الطبيعي يحدد كيفية استجابة أجسامنا بدون هذا التعرض، فقد يبالغ الجهاز المناعي في رد فعله تجاه مواد غير ضارة، مما يؤدي إلى الحساسية أو أمراض المناعة الذاتية.
طرق بسيطة لتعزيز التنوع الميكروبي في منزلك
ومن أفضل الطرق لتعزيز التنوع الميكروبي في بيتك:
1. افتح نوافذك (إن أمكن) فإذا كنت تعيش في منطقة ذات هواء نقي، ففتح النوافذ يمكن أن ينقل المزيد من الميكروبات المفيدة إلى منزلك، خاصة إذا كان المنزل قريبا من مساحات خضراء (ضمن 450 مترا)، فالنباتات والتربة تطلق ميكروبات تساعد في تدريب الجهاز المناعي على تنظيم نفسه بشكل أفضل.
لكن إن كنت تعاني من حساسية حبوب اللقاح في الربيع، ينصح الأطباء بإبقاء النوافذ مغلقة.
2. احتفظ بنباتات منزلية ففي المدن تقل فرص التعرض للميكروبات المفيدة بسبب انتشار الأسفلت والبعد عن الطبيعة، هنا تأتي أهمية النباتات المنزلية التي تعيد بعضا من هذا التوازن.
كما أظهرت دراسة أجرتها جامعة هلسنكي أن العاملين في مكاتب تحتوي على جدران خضراء نباتية زادت لديهم مستويات البروتينات المضادة للالتهاب مقارنة بغيرهم، ووجدت دراسة أخرى أن البستنة الداخلية بتربة غنية بالميكروبات عززت المناعة لدى سكان المدن في غضون شهر، وأكدت جوليا مانينن (باحثة في التنوع الميكروبي): "إن النباتات المنزلية تعرضك لميكروبات مفيدة غالبا ما تفتقر إليها البيئات الحضرية."
3. نظف منزلك بذكاء فقد حذرت إيريكا هارتمان الأستاذة في جامعة نورث وسترن، من الإفراط في استخدام المطهرات الكيميائية لأنها تقضي على الميكروبات المفيدة أيضا، بدلا من ذلك ركز على تعقيم المناطق عالية الخطورة مثل:
- أسطح المطبخ (خاصة بعد تحضير اللحوم النيئة).
- الحمام (لمنع العفن الضار).
واستخدم قطعة قماش مبللة لإزالة الأتربة بدلا من المطهرات، وارتدِ قناعا عند استخدام المواد الكيميائية.
4. فكر في اقتناء حيوان أليف فالتعرض للحيوانات سواء في المزارع أو عبر تربية الحيوانات الأليفة، يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بالربو والحساسية، فالكلاب تحديدا تدخل تنوعا ميكروبيا للمنزل إذ تجلب معها ميكروبات من الخارج، كما أن تعايشنا الطويل معها جعل أجهزتنا المناعية تتكيف معها.
5. استخدم الخطة البديلة بزيارة الطبيعة بانتظام فإذا كنت لا تستطيع فتح النوافذ أو تربية حيوان أو نباتات، فلا تيأس، حتى 30 دقيقة أسبوعيا في حديقة عامة يمكن أن تعزز صحتك عبر التعرض للميكروبات المتنوعة.
وفي الختام ليست كل الجراثيم أعداء لنا، فالتعرض المدروس للميكروبات المفيدة يمكن أن يكون سلاحك السري لجهاز مناعي أقوى وحياة أكثر صحة فهل أنت مستعد لتعديل مفهومك عن "النظافة"