هيمنت أدوية إنقاص الوزن الشهيرة على عناوين الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي، ويرجع ذلك في الغالب إلى قدرتها الفعلية على مساعدة الأشخاص على التخلص من الوزن الزائد والسيطرة على مرض السكري، ولكن هناك الآن أدلة على أن أحد الأدوية، المكونة من عقار سيماغلوتيد، يمكن أن يساعد أيضاً في تقليل خطر الوفاة بسبب أمراض القلب لدى بعض المرضى.
تأثير دواء ويغوفي على القلب
يُباع عقار سيماغلوتايد تحت الأسماء التجارية ويغوفي Wegovy وأوزيمبيك Ozempic وغيرها، ومع ذلك، قامت هذه التجربة فقط بدراسة تأثيرات ويغوفي على صحة القلب، (وهو سيماغلوتيد بتركيز 2.4 ملغم في شكل قابل للحقن، والمعتمد حالياً للتحكم في الوزن).
وتم تقديم نتائج الدراسة التي طال انتظارها، برعاية شركة نوفو نورديسك، صانعة سيماغلوتايد، والتي تبحث في تأثيرات الدواء على القلب، في الاجتماع السنوي لجمعية القلب الأمريكية في فيلادلفيا ونشرت في مجلة نيو إنغلاند الطبية.
شملت الدراسة أكثر من 17000 شخص لا يعانون من مرض السكري ولكن لديهم تاريخ من النوبات القلبية أو السكتة الدماغية أو أعراض الدورة الدموية، والذين يعانون أيضاً من زيادة الوزن أو السمنة، مع مؤشر كتلة جسم مرتفع بحدود 27 أو أكثر، ونظراً لأن لديهم تاريخاً من مشاكل القلب.
كان معظمهم يتناولون أدوية لعلاج عوامل الخطر مثل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول والتخثر، ولمعرفة التأثير الذي يمكن أن يحدثه فقدان الوزن على تقليل خطر الوفاة بسبب أمراض القلب، بالإضافة إلى التحكم في عوامل الخطر تلك.
قام الباحثون بشكل عشوائي بفرز نصف المتطوعين لتلقي عقار سيماغلوتيد، والذي تمت الموافقة عليه في عام 2021 لعلاج الأشخاص الذين يعانون من مرض القلب ومن زيادة الوزن والسمنة، بينما تلقى النصف الآخر علاجاً وهمياً.
دواء ويغوفي يثبت فعاليته إزاء أمراض القلب
وبعد أكثر من ثلاث سنوات، وجد العلماء بقيادة الدكتور مايكل لينكوف، أستاذ الطب في كليفلاند كلينك، أن الأشخاص الذين تلقوا عقار سيماغلوتيد ( ويغوفي)، فقدوا حوالي 9% من وزن الجسم، مقارنة بأقل من 1% في المجموعة الأولى وهي مجموعة الدواء الوهمي.
كما وجدوا أن أولئك الذين تلقوا سيماغلوتيد قللوا أيضاً من خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية، أو الوفاة بسبب أزمة قلبية، بنسبة 20٪، مقارنة بأولئك الذين تلقوا العلاج الوهمي، وقد أثارت النتيجة ترحيباً حاراً من قبل الجمهور الموجود في غرفة الوقوف بإحدى القاعات الرئيسية لاجتماع جمعية القلب الأمريكية.
وقال لينكوف: "لقد ثبت أن السمنة وزيادة الوزن يزيدان من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، ولكن في حين أن مستوى الرعاية يشمل علاج عوامل الخطر مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري وارتفاع الكوليسترول في الدم بالأدوية، فإن عامل خطر السمنة وزيادة الوزن لم يكن أمراً مهماً، أما الآن، وبالنسبة لبعض المرضى، لدينا مسار آخر، وهو عامل خطر إضافي قابل للتعديل يمكن علاجه باستخدام سيماغلوتيد".
المصدر: مجلة نيو إنغلاند الطبية