واصل الكيان الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة لليوم 37، عبر قصف همجي واعتداءات وحشية طالت المشافي، وسط تحذيرات من قرب انهيار المنظومة الصحية في غزة، وذلك بعد يوم من القمة العربية الإسلامية في العاصمة السعودية الرياض.
ارتفاع عدد الشهداء في غزة و المنظومة الصحية بوضع كارثي
حيث أعلن المتحدث باسم مكتب الإعلام الحكومي في غزة، بأن عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على غزة ارتفع إلى 11180 شهيداً، لافتا إلى أن من بين الشهداء 4609 طفلا.
وبين بأن 22 مستشفى و49 مركزا صحيا قد توقفوا عن العمل في قطاع غزة، وبأن قوات الاحتلال قامت اليوم بقصف قسم العناية المركزة في مجمع الشفاء الطبي، ومبنى الجراحة وقسم الولادة في المجمع.
ومن جهة أخرى تستمر الاشتباكات المسلحة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي التي توغلت في غزة على عدة محاور مع استمرار القصف الإسرائيلي لمناطق القطاع، فيما شهد حي النصر بمدينة غزة اشتباكات عنيفة، في الوقت الذي واصلت فيه المقاومة قصفها لمستوطنات غلاف غزة.
مقررات القمة العربية الإسلامية في الرياض
وجاء ذلك بعد يوم من القمة العربية الإسلامية غير العادية التي عقدت في الرياض لبحث الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، والتي أكد بيانها إدانة العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة وجرائم الحرب والمجازر الهمجية الوحشية واللاإنسانية التي ترتكبها حكومة الاحتلال الاستعماري خلاله، وضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشريف، والمطالبة بضرورة وقفه فورا، إضافة على رفض توصيف هذه الحرب الانتقامية دفاعا عن النفس أو تبريرها تحت أي ذريعة.
وقررت القمة كسر الحصار على غزة وفرض ادخال قوافل مساعدات إنسانية عربية واسلامية ودولية، تشمل الغذاء والدواء والوقود إلى القطاع بشكل فوري، ودعم كل ما تتخذه مصر من خطوات لمواجهة تبعات العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة، وإسناد جهودها لإدخال المساعدات إلى القطاع بشكل فوري ومستدام وكاف.
الإعلامية إيناس كريمة تعلق على مقررات قمة الرياض
وعلقت الإعلامية إيناس كريمة على مقررات قمة الرياض معتبرة بأن موقف القمة متقدم جدا لأننا لمسنا دون شك وحدة غير مسبوقة بين الدول العربية والإسلامية ضد الكيان المحتل، ويجب استغلال هذا الأمر لمعالجة قضية فلسطين بشكل إيجابي.
ولفتت إلى أن موقف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كان قويا، لأن هناك عبارة في خطابه لا يجب أن نتخطاها قال فيها: "مهما كانت محاولات ضبط النفس، فإن طول أمد الاعتداءات وقسوتها غير المسبوقة كفيلان بتغيير المعادلة وحساباتها بين ليلة وضحاها"، مبينة بأن هذه الجملة يجب أن تؤخذ في عين الاعتبار.
وأشارت إلى أن إسرائيل قتلت 250 فلسطينيا في الضفة الغربية منذ بداية العام حتى السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، أي أن هذا العدد من الذين قتلتهم إسرائيل كان سابقا لعملية طوفان الأقصى، وقد قتلت من الأطفال ما لم يُقتل في كل حروب العالم في العشر سنين الماضية، مؤكدة بأن هذا هو ردها على من يدعم المجرمين تحت حجج عقلية، فمن يظن أن الحرب بدأت بهجوم المقاومة في 7 تشرين الأول، وبأن الحياة كانت متوقفة حتى ذلك االيوم سواء من الكيان أو داعميه الذين رأيناهم مؤخرا يستخدمون كتاباتهم كي يتبنوا السردية الإسرائيلية بغلاف العقل، فاليوم وقفت القمة العربية بإجماع دولها ووصفت إسرائيل بالمحتل وذلك للمرة الأولى، والبعض ما زال يخرج ويقول بان المقاومة دخلت على الإسرائيليين وقتلتهم ونكَّلت بهم واعتقلتهم، فهؤلاء ليس لديهم شيء ليقولوه إلا أن يتحدثوا بهذه السردية التي لا تخدم أيا كان سوى الأجندة الصهيونية.
وأوضحت بأن الشعوب أصبحت واعية، ونحن نستطيع أن نقيس بشكل جيد جدا ما حصل في 7 أكتوبر، وندرك بشكل كبير بأن هؤلاء لهم حق المقاومة، وهذا الجناح العسكري هم من النسيج الاجتماعي في غزة، فمن يتكلم عن حماس ليعلم أن هناك أناسا يقاتلون ويحققون انتصارات وهناك هزيمة استراتيجية للكيان الإسرائيلي، فإن كنا غير قادرين لأن نقول بأن إسرائيل مهزومة استراتيجيا لأننا نتكلم بلغة خشبية فهناك مشكلة لدينا بالفعل، فاليوم إسرائيل في أضعف المراحل التي مرت بها منذ سنين طويلة جدا، ولهذا فنحن ندعم بيان القمة العربية ونقف خلفه ونتمنى أن يكون هناك خطوات تصعيدية متوقعة في المرحلة المقبلة إن لم يتم وقف إطلاق النار.
وفي سياق آخر علقت كريمة على نقطة تشكل استفزازا لها في المساحات، مبينة بأن لبنان وطن سيد حر مستقل، ولديهم حرية رأي وتعبير، وبأن مساحة نضال الأحمدية هي مساحة حرة بشكل دائم يتحدث بها الجميع بما يشاؤون ومتى يشاؤون، وأضافت " نيال المملكة العربية السعودية بأصوات اللبنانيين"، في إشارة لاندفاع بعض اللبنانيين للدفاع عن المملكة وقيادتهم ضد أي رأي يخالفها، متمنية أن تنتقل هذه العدوى إلى المساحات السعودية أيضا فلا يعتدون على المقاومة في جنوب لبنان التي تقدم شهداء على الحدود، وأن لا يعتدوا على رئيس جمهورية بلدها لبنان مهما اختلفت معه في التوجه السياسي وبمساره طوال السنوات الفائتة، ولا يعتدوا على نواب وحكومة بلدها، وأن لا يتجرؤا على أي مكون لبناني، وتمنت بأن يقوموا بفتح الميكروفونات حينما يتكلم شخص لبناني أو عربي في المساحات السعودية دون إسكاته، مؤكدة بأنها تعيش في بلد يهمه أن يكون في الحضن العربي لكن هذا الأمر لا ينطبق على جميع الشعوب، متمنية أن يُصار في يوم من الأيام بأن يكون لديهم مساحات لا يخرج فيها اللبنانيون للدفاع عن قيادات الدول الأخرى.