فوائد الضحك العفوي على الصحة العامة

الضحك العفوي مفيد للصحة

عندما يستجيب الجسم البشري للإجهاد، سواء كان الإجهاد جسدياً مثل المرض، أو نفسياً مثل الخوف، يتم تنشيط نظام يسمى محور الغدة النخامية والكظرية HPA، ومن ثم يتم إطلاق هرمون التوتر، المعروف باسم الكورتيزول، كجزء من الاستجابة.

تشير بعض الدراسات إلى أن الضحك العفوي، يمكن أن يقلل مستويات الكورتيزول، هذا النوع من الضحك العفوي هو أمر موجود بالفطرة في تشابكات الدماغ العصبية، حيث تتطور مسارات الدماغ الخاصة بالضحك حتى قبل أن تتطور مسارات الدماغ الخاصة بالكلام، ووجدت الأبحاث السابقة أن الضحك والفكاهة مفيدان للصحة، مثل زيادة تحمل الألم وتحسين الصحة العامة في مختلف البيئات الطبية.

تأثير الضحك العفوي على الاستجابة للضغط النفسي

وعلى الرغم من أن العديد من الدراسات اقترحت أن الضحك يمكن أن يقلل مستويات الكورتيزول، إلا أن هذه الدراسات غالباً، ما قامت بتجنيد عدد صغير فقط من الأفراد، مما خلق صعوبة في الوصول إلى استنتاجات نهائية.

ولتوضيح هذا الأمر بشكل أكبر، أجرى الباحثان كارولين كيرشر كرامر، من جامعة تورنتو، كندا، وكريستيان باورمان ليتاو، من مستشفى كلينيكاس دي بورتو أليغري، البرازيل، مراجعة منهجية وتحليل تلوي "شامل" للدراسات.

تضمنت هذه العملية تجميع الدراسات ذات الصلة وفحصها ككل، وذلك من أجل إجراء تقييم قوي لتأثير الضحك العفوي على الاستجابة للضغط النفسي، وفقاً لمستويات الكورتيزول.

ركزت كرامر وليتاو على التجارب ذات الشواهد، حيث يتم فرز المشاركين بشكل عشوائي إما إلى المجموعة التجريبية أو المجموعة الضابطة، بالإضافة إلى التجارب التي لم تفرز المشاركين بشكل عشوائي.

تم اختيار ثماني تجارب نُشرت في الفترة من 1989 إلى 2021، وتحتوي على بيانات من إجمالي 315 مشاركاً كان متوسط أعمارهم حوالي 39 عامًا.

تم تحفيز الضحك من قبل المشاركين في المجموعة التجريبية الذين شاهدوا فيلم كوميدي، أو خضعوا للعلاج بالضحك الذي أجراه معالج ضحك مدرب، أو خضعوا لعلاج ضحك ذاتي، وأكملت المجموعة الضابطة الأنشطة المعتادة من دون ضحك.

ومن ثم تم قياس مستويات الكورتيزول من خلال عينات الدم أو اللعاب، وتمت مقارنة التغير في مستويات الكورتيزول قبل وبعد الضحك عبر المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة.

الضحك العفوي يخفض مستويات الكورتيزول

كشف تحليل البيانات عن انخفاض كبير بشكل عام في مستويات الكورتيزول بنسبة 31.9٪ الناجم عن الضحك، مقارنة بالمجموعة الضابطة، وبعد مزيد من التحقيق، اكتشف المؤلفون أنه حتى جلسة ضحك واحدة تستمر من 9 إلى 60 دقيقة أدت إلى انخفاض كبير في مستويات الكورتيزول بنسبة 36.7٪، مقارنة بالمجموعة الضابطة، ومن المثير للاهتمام أنه لم يكن هناك أي تأثير لمدة الضحك على مستويات الكورتيزول.

واختتمت كرامر وليتاو بالقول: "يشير التأثير على محور HPA إلى أن الضحك الحقيقي يحمل تأثيرات إيجابية على الصحة العامة، حيث أن إفراز الكورتيزول المفرط المرتبط بتحفيز محور HPA المزمن، له آثار سلبية على كل من الأمراض الجسدية والنفسية بما في ذلك السمنة والاكتئاب، والألم المزمن".