دورات الصيام والتغذية المنتظمة عند أسماك كيلي فيش ضرورية لشيخوخة صحية

علوم

دراسة أسماك كيلي فيش تثبت أهمية دورة الصيام وإعادة التغذية لشيخوخة صحية

14 تشرين الثاني 2023 11:41

يعرف الكثير من الناس أن دورات الصيام، التي تتضمن فترات متناوبة من الامتناع عن تناول الطعام وإعادة التغذية ( الصيام المتقطع)، تساعد على تحسين الصحة، ولكن هذه الطريقة لا تعمل بشكل جيد في الحيوانات الكبيرة في السن، والسؤال البسيط هو: لماذا؟

الصيام المتقطع عند أسماك كيلي فيش:

من خلال دراسة أسماك "كيلي فيش" قصيرة العمر، أظهر الباحثون في معهد "ماكس بلانك لبيولوجيا الشيخوخة" في كولونيا، أن الأسماك الأكبر سناً لا تلتزم بدورة الصيام المتقطع وإعادة التغذية التي تقوم بها الأسماك الشابة، وبدلاً من ذلك تدخل في حالة من الصيام الدائم، حتى في الفترات المخصصة لتناول الطعام.

إعادة التغذية بعد الصيام لدى أسماك كيلي فيش المتقدمة في السن:

ومع ذلك، يمكن استعادة فوائد إعادة التغذية بعد الصيام في "أسماك الكيلي فيش الكبيرة" عن طريق التنشيط الوراثي لوحدة فرعية معينة من AMP كيناز، وهو جهاز استشعار مهم للطاقة الخلوية.

وقد شهدت هذه الأسماك الطافرة تحسناً ملحوظاً في الصحة وطول العمر، مما يشير إلى أن الصيام وإعادة التغذية ضروريان لمنح فوائد صحية، وأنه يمكن الاستفادة من AMP كيناز للقيام بذلك.

لقد ثبت بالفعل في العديد من الكائنات الحية النموذجية، أن اتباع نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية، إما من خلال تقييد السعرات الحرارية أو فترات الصيام، له تأثير إيجابي على الصحة.

آثار الصيام المرتبطة بالعمر في أسماك كيلي فيش:

ومع ذلك، يصعب على الإنسان تناول كميات أقل من الطعام طوال حياته، ومن أجل العثور على التوقيت الأكثر ملاءمة للصيام، درس الباحثون طريقة الصيام في أعمار مختلفة، ووجدوا أن هذه الطريقة في سن أكبر لا تسفر عن نفس الفوائد كما تفعل في الحيوانات الأصغر سناً.

قام فريق من الباحثين من كولونيا، ألمانيا، بدراسة آثار الصيام المرتبطة بالعمر في أسماك كيلي فيش، وهي أسماك سريعة الشيخوخة، وتنتقل من مرحلة الصغر إلى مرحلة الشيخوخة في غضون بضعة أشهر فقط، وقام الباحثون إما بترك الأسماك الفتية والكبيرة من دون طعام لبضعة أيام أو إطعامها مرتين في اليوم.

ووجدوا أن الأنسجة الدهنية الحشوية للأسماك المتقدمة في السن أصبحت أقل استجابة للتغذية، أي أنها لا تستفيد من الطعام الذي تتناوله الأسماك الهرمة مما يجعلها في حالة صيام دائم.

وقال روبرتو ريبا، المؤلف الرئيسي للدراسة: "من المعروف أن الأنسجة الدهنية تتفاعل بقوة مع الاختلافات في تناول الطعام ولها دور مهم في عملية التمثيل الغذائي، ولهذا السبب قمنا بدراستها عن كثب".

ووجد الباحثون أن عدم القدرة على الاستجابة لمرحلة التغذية يضع الأنسجة الدهنية للأسماك الهرمة في حالة صيام دائمة، حيث يتم إيقاف استقلاب الطاقة، وينخفض إنتاج البروتين، ولا تتجدد الأنسجة، ويقول آدم عنتيبي، مدير معهد ماكس بلانك: "كنا نفترض أن الأسماك الكبيرة في السن لن تكون قادرة على التحول إلى الصيام بعد تناول الطعام، ولكن المثير للدهشة أن العكس كان صحيحاً، حيث كانت الأسماك الكبيرة بالسن في حالة صيام دائم، حتى أثناء تناول الطعام".

الأنسجة الدهنية في حالة صيام دائمة لدى الأسماك الهرمة:

وعندما نظر الباحثون عن كثب في كيفية اختلاف الأنسجة الدهنية للأسماك الكبيرة في السن عن تلك الموجودة في الأسماك الشابة، عثروا على بروتين معين يسمى كيناز (  AMP وهو اختصار  AMPK)، وهو مستشعر للطاقة الخلوية ويتكون من وحدات فرعية مختلفة، ويتناقص نشاط الوحدات الفرعية منها مع تقدم العمر.

بروتين كيناز AMP مفتاح الصحة وطول العمر لدى أسماك كيلي فيش

وعندما زاد العلماء نشاط هذه الوحدات الفرعية من خلال التعديل الوراثي، تمت مقاومة حالة الصيام وأصبحت الأسماك المسنة أكثر صحة وعاشت لفترة أطول.

المصدر: مجلة Nature