العلاقة بين دهون البطن ومرض الزهايمر

علوم

دهون البطن المخفية في منتصف العمر ترتبط بخطر الإصابة بمرض الزهايمر لاحقا

21 تشرين الثاني 2023 13:43

ترتبط الكميات المرتفعة من الدهون الحشوية المخفية في منطقة البطن في منتصف العمر بتطور مرض الزهايمر في مراحل الحياة اللاحقة، وذلك وفقاً لبحث سيتم تقديمه الأسبوع المقبل في الاجتماع السنوي للجمعية الإشعاعية لأمريكا الشمالية RSNA.

العلاقة بين دهون البطن ومرض الزهايمر

الدهون الحشوية هي الدهون التي تحيط بالأعضاء الداخلية في عمق البطن، ووجد الباحثون أن هذه الدهون المخفية في البطن مرتبطة بالتغيرات في الدماغ لمدة تصل إلى 15 عاماً قبل ظهور أعراض فقدان الذاكرة المبكرة لمرض الزهايمر.

ووفقاً لجمعية الزهايمر، هناك أكثر من 6 ملايين شخص يعيشون مع مرض الزهايمر في الولايات المتحدة الأمريكية لوحدها، وبحلول عام 2050، من المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى ما يقرب من 13 مليون، كما أن واحدة من كل خمس نساء وواحد من كل 10 رجال سيصابون بمرض الزهايمر في حياتهم.

لمحاولة تحديد مخاطر مرض الزهايمر في وقت سابق، قام الباحثون بتقييم العلاقة بين صور التصوير بالرنين المغناطيسي في الدماغ، وكذلك امتصاص الأميلويد والتاو في التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني PET، مع مؤشر كتلة الجسم BMI والسمنة، ومقاومة الأنسولين والدهون في البطن عند الأشخاص في منتصف العمر، علماً أن الأميلويد والتاو هما بروتينان يعتقد أنهما يتداخلان مع نقاط الاتصال بين خلايا الدماغ.

تأثير ارتفاع دهون البطن الحشوية على الدماغ

وقالت مؤلفة الدراسة الدكتورة "ماسا دولاتشاهي"، باحثة ما بعد الدكتوراه في معهد مالينكرودت للأشعة في كلية الطب بجامعة واشنطن في سانت لويس: "على الرغم من وجود دراسات أخرى تربط مؤشر كتلة الجسم بضمور الدماغ أو حتى ارتفاع خطر الإصابة بالخرف، لم تربط أي دراسة سابقة نوعاً معيناً من الدهون بالبروتين الفعلي لمرض الزهايمر لدى الأشخاص الأصحاء معرفياً".

وأضافت "لم تبحث دراسات مماثلة في الدور التفاضلي للدهون الحشوية والدهون تحت الجلد، خاصة فيما يتعلق بمرض الزهايمر الأميلويد، في وقت مبكر من منتصف العمر".

وفي هذه الدراسة، قام الباحثون بتحليل بيانات من 54 مشاركاً يتمتعون بصحة معرفية، تتراوح أعمارهم بين 40 إلى 60 عاماً، بمتوسط مؤشر كتلة الجسم 32، وخضع المشاركون لقياسات الغلوكوز والأنسولين، بالإضافة إلى اختبارات تحمل الغلوكوز، وتم قياس حجم الدهون تحت الجلد والدهون الحشوية باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي، كما قام التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ بقياس سماكة القشرة لمناطق الدماغ المصابة بمرض الزهايمر، وتم استخدام PET لفحص المرض في مجموعة فرعية مكونة من 32 مشارك، مع التركيز على لويحات الأميلويد وتشابكات تاو التي تتراكم في مرض الزهايمر.

ارتفاع نسبة دهون البطن الحشوية مرتبط بمرض الزهايمر

ووجد الباحثون أن ارتفاع نسبة الدهون الحشوية والدهون تحت الجلد كان مرتبطاً بارتفاع امتصاص مادة الأميلويد PET في قشرة الطلل، وهي المنطقة المعروفة بتأثرها مبكراً بالأميلويد الذي يسبب مرض الزهايمر، وكانت هذه العلاقة أسوأ عند الرجال منها عند النساء، ووجد الباحثون أيضاً أن نسب الدهون الحشوية المرتفعة ترتبط بزيادة عبء الالتهاب في الدماغ.

وقالت الدكتورة دولاتشاهي: "تم اقتراح عدة مسارات لمرض الزهايمر، إن الإفرازات الالتهابية للدهون الحشوية، على عكس التأثيرات الوقائية المحتملة للدهون تحت الجلد، قد تؤدي إلى التهاب في الدماغ، وهي إحدى الآليات الرئيسية التي تساهم في مرض الزهايمر". 

المصدر: جامعة واشنطن