الدهون الحشوية الزائدة تزيد من خطر الإصابة بالسرطان

الدهون الزائدة لا تزيد وزنك فقط بل قد تسبب السرطان الدهون الزائدة لا تزيد وزنك فقط بل قد تسبب السرطان

لطالما ارتبطت السمنة بأمراض مزمنة مثل السكري من النوع الثاني وأمراض القلب، لكن الأبحاث الحديثة تكشف دورا أكثر خطورة للدهون الزائدة يتمثل بزيادة خطر الإصابة بالسرطان، وليست المسألة مجرد زيادة في الوزن بل نشاط بيولوجي معقد للأنسجة الدهنية يحول الجسم إلى بيئة داعمة لنمو الخلايا السرطانية.

كيف تتحول الدهون إلى وقود للسرطان؟

تشير الدراسات إلى أن 3.6% من حالات السرطان الجديدة عالميا مرتبطة بالسمنة، بينما ترتفع النسبة إلى 20% في الولايات المتحدة، ومن بين أنواع السرطان المرتبطة بالوزن الزائد سرطانات الثدي (بعد انقطاع الطمث)، القولون، بطانة الرحم، المريء، الكلى، الكبد، المرارة، البنكرياس، الغدة الدرقية، الورم النخاعي المتعدد، وأورام الدماغ مثل الورم السحائي.

فالدهون الحشوية (المخزنة حول الأعضاء الداخلية) ليست خاملة، بل تعمل كغدة تفرز هرمونات ومواد التهابية تسرع في نمو الأورام، وبسبب نقص الأكسجين في هذه الخلايا الدهنية الكثيفة، يطلق الجسم استجابة مناعية مستمرة، مما يؤدي إلى تلف الحمض النووي وتعطيل آلية انقسام الخلايا وتهيئة بيئة مثالية للنمو السرطاني.

الاختلال الهرموني وتغذية الخلايا السرطانية

تنتج الدهون خاصة لدى النساء بعد انقطاع الطمث، كميات عالية من الإستروجين الذي يحفز نمو سرطانات الثدي وبطانة الرحم، كما تسبب السمنة أيضا مقاومة الإنسولين مما يرفع مستوياته في الدم مع عامل النمو (IGF-1)، وكلاهما يغذي الخلايا السرطانية ويمنع موتها، كما تفرز الخلايا الدهنية هرمونات مثل اللبتين (الذي يحفز النمو غير الطبيعي) وتقلل من الأديبونكتين (المضاد للسرطان).

الفرق بين الدهون الحشوية وتحت الجلد

الدهون الحشوية (بمنطقة البطن) أخطر من الدهون تحت الجلد (في الأفخاذ والأرداف)، فأصحاب الجسم التفاحي (الدهون حول الخصر) أكثر عرضة للسرطان من أصحاب الجسم الكمثري (الدهون في الأسفل).

ورغم تعقيد الآليات البيولوجية تبقى الوقاية عبر الحفاظ على وزن صحي باتباع نظام غذائي غني بالخضروات والفواكه والحبوب الكاملة وممارسة الرياضة بانتظام، وتقليل الأطعمة المصنعة والمشروبات السكرية حتى فقدان 5-10% من الوزن، يقلل خطر السرطان بشكل ملحوظ.

فالسمنة ليست مجرد مشكلة جمالية بل عامل خطر قوي يجب التعامل معه بجدية، فبخطوات بسيطة يمكنك حماية نفسك من أحد أخطر الأمراض العصرية.