العلاقة بين بكتيريا الفم وخطر الإصابة بأمراض القلب

علوم

رائحة الفم الكريهة مؤشر على ارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب

22 تشرين الثاني 2023 15:20

وفقا لدراسة حديثة، فإن مدى اهتمامك بنظافة فمك قد يحدد صحة قلبك على المدى الطويل، حيث يمكن للبكتيريا الفموية أن تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، ويشير العلماء إلى أن البكتيريا السائدة، والمعروفة بأنها تسبب التهاب اللثة وسرطان الفم ورائحة الفم الكريهة، قد تزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية أو السكتات الدماغية.

العلاقة بين بكتيريا الفم وخطر الإصابة بأمراض القلب

حددت الدراسة أن الأفراد الذين لديهم أجسام مضادة تقاوم بكتيريا الفم، Fusobacterium nucleatum، أظهروا زيادة طفيفة في خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، ويشير وجود هذه الأجسام المضادة إما إلى إصابات سابقة أو حالية بهذه البكتيريا.

تقول "فلافيا هوديل" المؤلفة الرئيسية من كلية علوم الحياة في جامعة EPFL في سويسرا، أن "وجود هذه البكتيريا قد يساهم في خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية من خلال زيادة الالتهاب الجهازي بسبب وجود البكتيريا في الفم، أو من خلال الاستعمار المباشر لجدران الشرايين أو اللويحات المبطنة لجدران الشرايين".

دور العدوى البكتيرية في تطور أمراض القلب التاجية

إن أمراض القلب، التي تعزى إلى مزيج من عوامل الخطر الجينية والبيئية، مسؤولة عن ما يقرب من ثلث الوفيات في العالم، والشكل الأكثر شيوعاً هو مرض القلب التاجي، وينشأ من تراكم الترسبات في الشرايين التي تغذي القلب، كما يمكن أن تتفاقم الأعراض، مثل ألم الصدر وضيق التنفس والتعب، إلى نوبات قلبية.

وتضيف هودل: "على الرغم من التقدم الهائل الذي تم إحرازه في فهم كيفية تطور أمراض القلب التاجية، فإن فهمنا لكيفية مساهمة عوامل العدوى والالتهابات وعوامل الخطر الجينية لا يزال غير مكتمل، ولذلك أردنا المساعدة في سد بعض الثغرات في فهمنا لأمراض القلب التاجية من خلال إلقاء نظرة أكثر شمولاً على دور العدوى".

قام الباحثون بتقييم البيانات الجينية والسجلات الصحية وعينات الدم من حوالي 3500 مشارك سويسري، وعلى مدار فترة مراقبة استمرت 12 عاماً، تعرض ما يقرب من 6% من هؤلاء الأفراد لنوبة قلبية أو أي حدث آخر مهم في القلب والأوعية الدموية، وأجريت اختبارات الدم لتحديد الأجسام المضادة التي تستهدف 15 فيروس مختلف، وستة أنواع من البكتيريا، وطفيلي واحد.

التهابات الفم تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية

والجدير بالذكر أن الأفراد الذين لديهم أجسام مضادة ضد Fusobacterium nucleatum أظهروا ارتفاعاً طفيفاً في خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وكما كان متوقعاً، أظهر أولئك الذين لديهم استعداد وراثي مرتفع للإصابة بأمراض القلب التاجية فرصاً أكبر للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

وتشير النتائج إلى أن معالجة التهابات الفم قد تقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب، وإذا أثبتت الأبحاث اللاحقة العلاقة بين هذه البكتيريا وأمراض القلب، فقد تظهر استراتيجيات مبتكرة لتحديد الأفراد المعرضين للخطر ومنع أحداث القلب والأوعية الدموية. 

المصدر: مجلة eLife