تغير المناخ يؤثر بشكل سلبي على الصحة

علوم

منظمة الصحة العالمية: تغير المناخ أكبر تهديد صحي يواجه البشرية

27 تشرين الثاني 2023 13:38

دفعت الدعوات المتزايدة للعالم للتعامل مع المشاكل العديدة التي يسببها الاحتباس الحراري على صحة الإنسان إلى تخصيص اليوم الأول لهذه القضية في محادثات الأمم المتحدة الحاسمة بشأن المناخ والتي ستبدأ الأسبوع المقبل.

إن الحرارة الشديدة وتلوث الهواء والانتشار المتزايد للأمراض المعدية القاتلة ليست سوى بعض الأسباب التي دفعت منظمة الصحة العالمية إلى وصف تغير المناخ بأنه أكبر تهديد صحي يواجه البشرية. 

تغير المناخ يؤثر بشكل سلبي على الصحة

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يجب أن يتوقف الاحتباس الحراري عند هدف اتفاق باريس المتمثل في 1.5 درجة مئوية "لتجنب الآثار الصحية الكارثية ومنع ملايين الوفيات المرتبطة بتغير المناخ".

ومع ذلك، وفي ظل الخطط الوطنية الحالية لخفض الكربون، فإن العالم يسير على الطريق الحتمي نحو ارتفاع درجة الحرارة إلى 2.9 درجة مئوية هذا القرن، حسبما ذكرت الأمم المتحدة هذا الأسبوع.

وفي حين أنه لن يكون هناك أحد في مأمن تام من آثار تغير المناخ، يتوقع الخبراء أن معظم المعرضين للخطر سيكونون الأطفال والنساء وكبار السن والأشخاص في البلدان الأقل نمواً التي تنبعث منها أقل غازات الدفيئة المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري.

وفي 3 كانون الأول المقبل، ستستضيف مفاوضات مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ COP28 في دبي "يوم الصحة" الأول على الإطلاق في مفاوضات المناخ.

المخاطر الصحية المرتبطة بارتفاع درجات الحرارة

من المتوقع على نطاق واسع أن يكون هذا العام هو الأكثر سخونة على الإطلاق، ومع استمرار ارتفاع درجة حرارة العالم، من المتوقع أن تتبعه موجات حارة أكثر تواتراً وشدة.

وقال باحثون هذا الأسبوع إنهم يعتقدون أن الحرارة تسببت في وفاة أكثر من 70 ألف شخص في أوروبا خلال صيف العام الماضي، علماً بأن عدد الوفيات الناجمة عن الحرارة الشديدة كان 62 ألف في العام السابق.

وفي جميع أنحاء العالم، تعرض الناس لمتوسط 86 يوماً من درجات الحرارة المهددة للحياة في العام الماضي، وفقاً لتقرير مجلة لانسيت The Lancet في وقت سابق من هذا الأسبوع، وقالت المجلة أن عدد الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً والذين لقوا حتفهم بسبب الحرارة ارتفع بنسبة 85 بالمئة في الفترة من 1991-2000 إلى 2013-2022.

ارتفاع معدل الوفيات المرتبطة بموجات الحر

وبحلول عام 2050، سيموت أكثر من خمسة أضعاف عدد الأشخاص بسبب الحرارة كل عام في ظل سيناريو ارتفاع درجات الحرارة بمقدار درجتين مئويتين، حسبما توقعت مجلة لانسيت.

كما أن المزيد من حالات الجفاف ستؤدي إلى ارتفاع مستويات الجوع، وفي ظل سيناريو ارتفاع درجة الحرارة بمقدار درجتين مئويتين بحلول نهاية القرن، سيعاني 520 مليون شخص إضافي من انعدام الأمن الغذائي المعتدل أو الشديد بحلول عام 2050.

وفي الوقت نفسه، ستستمر الظواهر الجوية المتطرفة الأخرى، مثل العواصف والفيضانات والحرائق، في تهديد صحة الناس في جميع أنحاء العالم.

المخاطر الصحية المرتبطة بتلوث الهواء

يتنفس ما يقرب من 99 بالمائة من سكان العالم هواءً ملوثاً بدرجة تتجاوز إرشادات منظمة الصحة العالمية بشأن تلوث الهواء.

ويتسبب تلوث الهواء الخارجي الناجم عن انبعاثات الوقود الأحفوري في مقتل أكثر من أربعة ملايين شخص كل عام، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.

يزيد تلوث الهواء من خطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي والسكتات الدماغية وأمراض القلب وسرطان الرئة والسكري وغيرها من المشاكل الصحية، مما يشكل تهديداً خطيراً يشابه الخطر الذي يسببه التدخين.

ينجم الضرر جزئياً عن الجسيمات الدقيقة PM2.5، والتي تأتي في الأغلب من الوقود الأحفوري، ويتنفس الناس هذه الجزيئات الصغيرة وتدخل إلى رئتيهم، حيث يمكنها بعد ذلك الدخول إلى مجرى الدم.

وفي حين أن الزيادات في تلوث الهواء، مثل الظروف المتطرفة التي شهدتها العاصمة الهندية نيودلهي في وقت سابق من هذا الشهر، تؤدي إلى مشاكل في الجهاز التنفسي والحساسية، إلا أنه يعتقد أن التعرض طويل الأمد يكون أكثر ضرراً.

ومع ذلك، وجد تقرير العد التنازلي الذي نشرته مجلة لانسيت أن الوفيات الناجمة عن تلوث الهواء بسبب الوقود الأحفوري انخفضت بنسبة 16 في المائة منذ عام 2005، ويرجع ذلك في الغالب إلى الجهود المبذولة للحد من تأثير حرق الفحم. 

المصدر: مجلة The Lancet