الجينات المرتبطة بالإنجاب تؤثر على طول العمر

علوم

إنجاب الأطفال في وقت مبكر من الحياة يرتبط بالوفاة في سن أصغر

9 كانون الأول 2023 12:21

وجد تحليل لأكثر من 270 ألف جينوم شخص، أن الأشخاص الذين لديهم جينات مرتبطة بإنجاب الأطفال في وقت مبكر من الحياة هم أيضاً أكثر عرضة للوفاة قبل سن 76 عاماً.

العلاقة بين الإنجاب في وقت مبكر وانخفاض العمر الافتراضي

إن تقدمنا في السن هو أحد أكبر الألغاز التطورية، وقد تشير عملية الانتقاء الطبيعي إلى أن الناس يجب أن ينقلوا جينات مفيدة للعيش لفترة أطول، وبالتالي الحصول على مزيد من الوقت للتكاثر، ولكن لا يوجد أي دليل يدعم ذلك.

أحد التفسيرات الرئيسية لهذا السبب هو أن الطفرات الجينية التي تفضل التكاثر في وقت مبكر من الحياة يمكن أن تؤدي أيضاً إلى انخفاض العمر الافتراضي، وهي فكرة تسمى تعدد النمط الظاهري المعاكس.

وقال "جيانزي تشانغ" من جامعة ميشيغان: "يرجع السبب في ذلك إلى أن الانتقاء الطبيعي يهتم إلى حد كبير بالتكاثر، ولذلك فإن تلك الطفرات المفيدة للتكاثر، والتي قد تكون ضارة بعد ذلك، سيتم اختيارها بالتأكيد".

الارتباط الوراثي بين التكاثر وطول العمر

وبعد إجراء أكبر دراسة حتى الآن حول الارتباط الوراثي بين التكاثر ومدة الحياة، وجد تشانغ وإيربنغ لونغ من الأكاديمية الصينية للعلوم الطبية في بكين أدلة أكثر إقناعاً على تعدد النمط الظاهري المعاكس.

قام الثنائي بتحليل الجينومات الخاصة بـ 276,406 شخصاً من البنك الحيوي في المملكة المتحدة، وهي دراسة صحية طويلة المدى، وجميع المشاركين الذين تم اختيارهم في هذه الدراسة ولدوا بين عامي 1940 و 1969 وكانوا من أصل أوروبي.

الجينات المرتبطة بالإنجاب تؤثر على طول العمر

ولاحظ الباحثون أن الجينات التي أثرت على التكاثر كانت أكثر احتمالية للتأثير على طول العمر بخمس مرات تقريباً مقارنة بتلك التي لا علاقة لها بالتكاثر، ومن المرجح أن تكون الجينات الصالحة للتكاثر سيئة للحياة الطويلة.

كما وجد الدكتور تشانغ والدكتور لونغ أن المتطوعين الذين لديهم عدد كبير من الطفرات المفيدة للتكاثر كانت احتمالات بقائهم على قيد الحياة حتى سن 76 عاماً أقل قليلاً، وتشير كل هذه النتائج مجتمعة إلى أن الشيخوخة هي في الأساس عامل وراثي، وأن هناك بعض الآثار الجانبية لتأثير الانتقاء الطبيعي على الخصوبة، وقال الدكتور تشانغ: "كل هذه العوامل تشير إلى نفس الاتجاه".

كيف تؤثر متغيرات الخصوبة على متوسط العمر؟

كما وجد الباحثون أدلة تشير إلى أن هذا التطور لم يتوقف في وقت ما في ماضينا البعيد، فقد كان الأشخاص الموجودون في قاعدة البيانات والذين ولدوا في عام 1965 يحملون عدداً أكبر من الطفرات المفيدة للتكاثر مقارنةً بالأشخاص الذين ولدوا في عام 1940.

قد تبدو فكرة أن متغيرات الخصوبة تقصر متوسط العمر بمثابة مفارقة، نظراً للمدة التي يعيشها الناس هذه الأيام، حيث يبلغ متوسط العمر المتوقع نحو 80 عاماً، بعد أن كان 59 عاماً قبل قرن من الزمان.

وأشار الدكتور تشانغ إلى أن الطفرات التي حددها هو والدكتور لونغ كان لها تأثير ضئيل على طول عمر الشخص، وبما أن الطفرات أصبحت أكثر شيوعاً، فقد تغيرت البيئة بشكل جذري، حيث أدى تحسين الغذاء والدواء إلى خفض معدل وفيات الأطفال ومساعدة المزيد من الناس على الوصول إلى أعمار أكبر. 

المصدر: مجلة Science Advances