تأثير الجينات الموروثة من إنسان النياندرتال على البشر الأحياء

منوعات

الأشخاص النشيطون في الصباح يحملون جينات تعود إلى إنسان النياندرتال

14 كانون الأول 2023 13:08

تشير دراسة جديدة إلى أن إنسان النياندرتال كانوا أشخاصاً نشيطين صباحاً، وأن بعض البشر اليوم الذين يحبون الاستيقاظ مبكراً يجب أن ينسبوا الفضل إلى الجينات التي ورثوها من أسلافهم من النياندرتال.

حيث أن هناك مئات من المتحورات الجينية التي يحملها إنسان النياندرتال والدينيسوفان، وهي متحورات موجودة لدى الأشخاص الذين يحبون الاستيقاظ باكراً. 

الأشخاص الذين يستيقظون باكراً يحملون متحورات جينية تعود لإنسان النياندرتال

قارنت الدراسة الجديدة الحمض النووي لدى البشر الأحياء مع المواد الوراثية التي حصلوا عليها من حفريات إنسان نياندرتال، واتضح أن إنسان النياندرتال كان يحمل بعضاً من نفس المتحورات الجينية المرتبطة بالوقت مثل الأشخاص الذين أفادوا بأنهم يستيقظون مبكراً.

تطور سلالة إنسان نياندرتال

منذ تسعينيات القرن العشرين، كشفت الدراسات التي أجريت على الحمض النووي لإنسان النياندرتال عن التاريخ المشترك لجنسنا البشري، فمنذ حوالي 700 ألف سنة، انقسمت سلالاتنا، على الأرجح في أفريقيا، وبينما بقي أسلاف الإنسان الحديث إلى حد كبير في أفريقيا، هاجرت سلالة النياندرتال إلى أوراسيا.

ومنذ حوالي 400 ألف سنة، انقسم السكان إلى قسمين، أشباه البشر الذين انتشروا غرباً أصبحوا إنسان نياندرتال، وتطور أبناء عمومتهم في الشرق إلى مجموعة تعرف باسم الدينيسوفان.

وعاشت المجموعتان مئات الآلاف من السنين، تمارسان الصيد وجمع النباتات، قبل أن تختفيا من السجل الأحفوري منذ حوالي 40 ألف سنة، وبحلول ذلك الوقت، كان الإنسان الحديث قد انتشر خارج أفريقيا، وقام في بعض الأحيان بالتزاوج مع إنسان النياندرتال والدينيسوفان.

الحمض النووي لإنسان النياندرتال موجود لدى بعض البشر حالياً

واليوم، يمكن العثور على أجزاء من الحمض النووي الخاص بهم في معظم البشر الأحياء، وتشير الأبحاث التي أجراها الدكتور "جون كابرا" عالم الوراثة في جامعة كاليفورنيا بسان فرانسيسكو، وغيره من العلماء على مدى السنوات القليلة الماضية، إلى أن بعض هذه الجينات نقلت ميزة البقاء على قيد الحياة، على سبيل المثال، ربما تكون الجينات المناعية الموروثة من إنسان النياندرتال والدينيسوفان قد حمت الإنسان الحديث من مسببات الأمراض الجديدة التي لم يواجهوها في أفريقيا.

تأثير الجينات الموروثة من إنسان النياندرتال على البشر الأحياء

تفاجأ الدكتور كابرا وزملاؤه عندما اكتشفوا أن بعض الجينات من إنسان النياندرتال والدينيسوفان التي أصبحت أكثر شيوعاً على مر الأجيال كانت مرتبطة بالنوم، وفي دراستهم الجديدة، التي نُشرت في مجلة Genome Biology and Evolution، قاموا بالتحقيق في كيفية تأثير هذه الجينات على الإيقاعات اليومية لأشباه البشر المنقرضين.

ووجد الباحثون أكثر من 1000 طفرة كانت فريدة من نوعها فقط للبشر الأحياء أو لإنسان النياندرتال والدينيسوفان، وكشف تحليلهم أن العديد من هذه الطفرات ربما كان لها تأثيرات مهمة على كيفية عمل ساعة الجسم البيولوجية، وتوقع الباحثون، مثلاً، أن بعض بروتينات الساعة البيولوجية المتوفرة بكثرة في خلايانا كانت نادرة جداً في خلايا إنسان النياندرتال والدينيسوفان. 

المصدر: مجلة Genome Biology and Evolution