ولادة طفل بصحة جيدة بعد نموه خارج رحم والدته لمدة 29 أسبوعاً

علوم

سيدة فرنسية تلد طفلا بعد نموه خارج رحمها لمدة 29 أسبوعا

15 كانون الأول 2023 09:16

فوجئت سيدة فرنسية بمعاناتها من حالة نادرة من الحمل خارج الرحم ( الحمل المنتبذ)، بعد أن ذهبت إلى المستشفى جراء إصابتها بآلام في البطن، حيث علمت أنها في الثلث الثاني من حمل نادر خارج الرحم، كان فيه الجنين ينمو في تجويف بطنها. ( وهو الفضاء بين المعدة والأمعاء)

امرأة فرنسية تعاني من حالة نادرة من الحمل

كانت المرأة الفرنسية في الحالة الجديدة، الموصوفة في تقرير نُشر على الإنترنت في "مجلة نيو إنغلاند الطبية"، تعاني من آلام في البطن لمدة 10 أيام، قبل أن تطلب الرعاية الطبية في قسم الطوارئ، وبعد الفحص السريري، اشتبه الأطباء في أنها تحمل طفلاً في بطنها، علماً أن هذه السيدة سبق وأن أنجبت طفلين بعد إكمال فترة الحمل الكاملة وتعرضت للإجهاض مرة واحدة.

وأظهرت الموجات فوق الصوتية أن بطانة الرحم أصبحت سميكة، وهو ما يحدث عادة أثناء الدورة الشهرية حيث يستعد الجسم للحمل المحتمل ثم يبقى على هذه الحالة أثناء الحمل، ومع ذلك، لم يكن هناك جنين داخل الرحم، وبدلاً من ذلك، كان الجنين ينمو في بطنها لمدة 23 أسبوعاً، كما قرر الأطباء.

أظهر التصوير بالرنين المغناطيسي MRI أن الطفل كان "ينمو بشكل طبيعي" وكان مرتبطاً بالمشيمة، وهي العضو الغني بالأوعية الدموية الذي يوفر العناصر الغذائية للجنين أثناء نموه ويزيل النفايات من الرحم بشكل طبيعي، وكانت المشيمة متصلة ببطانة البطن فوق عظام قاعدة العمود الفقري للمرأة.

ووفقاً لما وصفه مؤلفو تقرير الحالة بأنه " ارتفاع خطر نزيف الأم ووفاة الجنين"، نقل الأطباء المرأة إلى مستشفى الرعاية، حيث يمكن مراقبتها بعناية طوال الأسابيع الأخيرة من الحمل.

وبعد مرور ستة أسابيع، وفي إجراء يسمى فتح البطن، قام الجراحون بشق بطن المرأة وتوليد طفلها، الذي تم نقله بعد ذلك على الفور إلى وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة، حيث يحتاج الأطفال الذين يولدون قبل الأسبوع 37، إلى دعم متخصص لأنهم لم يحصلوا على الوقت الكافي للتطور داخل الجسم أثناء الحمل، ومع ذلك، فإن ما بين 80% إلى 90% من الأطفال الذين يولدون بعد 28 أسبوعاً يبقون على قيد الحياة.

تمت إزالة جزء من المشيمة في هذه الجراحة الأولية، وتمت إزالة الباقي في إجراء ثانٍ، وبعد خمسة وعشرين يوماً من الولادة، خرجت المرأة من المستشفى، وبعد حوالي شهر من ذلك، تمكنت من إعادة الطفل إلى المنزل.

وأشار مؤلفو تقرير الحالة إلى أنها "لم ترجع إلى المستشفى للمتابعة"، لذلك لا يعرف الأطباء ما حدث لها وللطفل بعد ذلك.

الحمل خارج الرحم (الحمل المنتبذ)

تحدث معظم حالات الحمل خارج الرحم (الحمل المنتبذ)، عندما تنغرس البويضة المخصبة في قناة فالوب، ولكن في حالات نادرة عانت العديد من النساء من حالات حمل صادمة من بينها حالة السيدة الفرنسية، سبقها حالة نمو جنين في كبد أمه في دولة ناميبيا.

ويشير الحمل خارج الرحم إلى ظاهرة تنغرس فيها البويضة المخصبة في مكان آخر غير الرحم، ويحدث ذلك في حوالي 2٪ من حالات الحمل، ومن المرجح أن يحدث الحمل خارج الرحم في قناتي فالوب، وهما القنوات التي تنتقل من خلالها البويضات من المبيض إلى الرحم، ومع ذلك، فإن حوالي 1٪ من حالات الحمل خارج الرحم تحدث داخل تجويف البطن.

لا يمكن أن تستمر حالات الحمل خارج الرحم لتكمل فترة الحمل الكاملة، وإذا لم يتم علاجها على الفور، فإنها يمكن أن تؤدي إلى نزيف يهدد الحياة والعدوى، ولا يمكن أن يستمر الحمل خارج الرحم حتى فترة الحمل الكاملة، وهي حوالي 37 إلى 41 أسبوعاً عند البشر، لأن الجنين لا يحصل على الدعم من الأنسجة المناسبة وليس لديه مساحة كافية للنمو.

مخاطر الحمل خارج الرحم على صحة الأم والجنين

كما تعتبر حالات الحمل هذه أيضاً خطيرة للغاية بالنسبة للمرأة الحامل، حيث قد تؤدي البويضة في المكان الخاطئ إلى تمزق العضو المزروعة فيه، مما يؤدي إلى نزيف حاد واحتمال الإصابة بالعدوى، والعلاج القياسي هو إزالة الحمل عن طريق الجراحة أو استخدام الأدوية التي تمنعه من النمو.

المصدر: مجلة New England الطبية