ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة تساهم في منع التأثيرات السلبية للسمنة أثناء الطفولة

النشاط البدني في مرحلة الطفولة يؤثر على دهون الجسم أثناء النمو النشاط البدني في مرحلة الطفولة يؤثر على دهون الجسم أثناء النمو

وجدت دراسة حديثة أن الجلوس لفترة طويلة خلال مرحلة الطفولة والشباب يؤدي إلى زيادة الدهون في الجسم والبطن، ولكن وجدت أيضاً: أن ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة يمكن أن تبطل هذا التأثير السلبي للسمنة تماماً، وعلى الرغم من أن التمارين المعتدلة إلى القوية تساعد أيضاً، لكنها ليست بنفس الفعالية، ونُشرت الدراسة، التي أجرتها جامعات بريستول وإكستر وجامعة كولورادو وجامعة شرق فنلندا، في مجلة Nature.

السمنة في مرحلة الطفولة ترتبط بمشاكل صحية خطيرة

يمكن أن تؤدي السمنة في مرحلة الطفولة والمراهقة إلى مشاكل صحية خطيرة في مرحلة البلوغ، مثل مشاكل القلب والتمثيل الغذائي والعصبية والعضلات، لكن استخدام مؤشر كتلة الجسم BMI لقياس السمنة لدى الأطفال ليس معياراً دقيقاً لأنه لا يحدد الفرق بين العضلات والدهون.

النشاط البدني الخفيف يمنع التأثير السلبي للسمنة في مرحلة الطفولة

تظهر النتائج الحديثة أن السمنة لدى الأطفال، التي يتم قياسها باستخدام مؤشر كتلة الجسم، ترتبط بزيادة خطر الوفاة المبكرة في منتصف الأربعينيات، ونحن نعلم أن تغييرات نمط الحياة، مثل أن تكون أكثر نشاطاً، يمكن أن تساعد، ومع ذلك، نحن بحاجة إلى مزيد من البيانات حول مستويات نشاط الأطفال ومقاييس الدهون.

أهمية النشاط البدني للوقاية من المخاطر الصحية

لا نعرف مدى فعالية النشاط البدني الخفيف LPA في الوقاية من السمنة أو مقدار وقت الجلوس اللازم لتحسين الصحة لدى الشباب، وهذا النقص في المعلومات يجعل من الصعب وضع مبادئ توجيهية صحية عملية، ويقول تقرير حديث أن أكثر من 80٪ من المراهقين في جميع أنحاء العالم لا يلتزمون بالـ 60 دقيقة الموصى بها من النشاط البدني المعتدل إلى القوي MVPA يومياً من قبل منظمة الصحة العالمية.

وإذا لم تتغير الأمور، فإن الخمول البدني قد يتسبب في 500 مليون حالة جديدة من الأمراض الخطيرة مثل مشاكل القلب والسمنة والسكري بحلول عام 2030، بتكلفة 27 مليار دولار سنوياً، ويسلط هذا التنبؤ الضوء على الحاجة الملحة للبحث عن أفضل السبل للوقاية من هذه المخاطر الصحية.

النشاط البدني في مرحلة الطفولة يؤثر على دهون الجسم أثناء النمو

هذه هي المرة الأولى التي ينظر فيها أي شخص إلى كيفية تأثير حركة الأطفال، التي يتم قياسها بجهاز معين يسمى مقياس التسارع، على دهون الجسم على المدى الطويل، فمن الصعب القيام بذلك لأنه من المكلف والمعقد متابعة مجموعة كبيرة من الأطفال على مدى سنوات عديدة، والتحقق باستمرار من مدى نشاطهم ومستوى الدهون لديهم.

ولكن الآن، هناك دراسة تستخدم بيانات مشروع أطفال التسعينات التابع لجامعة بريستول، وهي الدراسة الأكثر شمولاً واتساعاً في العالم لقياس النشاط البدني والدهون لدى الأطفال، وتابعوا 6059 طفلاً، معظمهم يبلغ من العمر 11 عاماً، حتى بلغوا عمر 24 عاماً، لمدة 13 عاماً تقريباً، وارتدى الأطفال جهازاً على خصرهم يقيس مدة جلوسهم وممارسة النشاط الخفيف والنشاط القوي، وتم قياس الدهون والعضلات في الجسم باستخدام جهاز الأشعة السينية في سن 11 و 15 و 24 عاماً.

قام الباحثون أيضاً بفحص عوامل أخرى مثل ضغط الدم، ومعدل ضربات القلب، وإذا كانوا مدخنين، ومقدار الأموال التي تمتلكها أسرهم، وإذا كان أي شخص يعاني من مشاكل سابقة أو حالية في القلب، وساعدتهم هذه المعلومات على فهم كيفية ارتباط الحركة والدهون أثناء النمو.

ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة تساهم في منع التأثيرات السلبية للسمنة أثناء الطفولة

النشاط البدني الخفيف يمنع التأثير السلبي للسمنة في مرحلة الطفولة

وعلى مدار مدة الدراسة التي استمرت 13 عاماً، زاد وقت الجلوس من حوالي 6 ساعات يومياً في مرحلة الطفولة إلى 9 ساعات يومياً في مرحلة البلوغ، وانخفضت مدة النشاط الخفيف من 6 إلى 3 ساعات يومياً، بينما بقي النشاط المتوسط إلى القوي نحو 50 دقيقة يومياً منذ الطفولة وحتى الشباب، ووجدوا أن كل دقيقة تقضيها في الجلوس ترتبط باكتساب حوالي 1.3 غرام من الدهون في الجسم، حيث اكتسب الأطفال من كلا الجنسين حوالي 10 كيلو غرام من الدهون خلال هذه الفترة، لكن الجلوس ربما ساهم بـ 700 غرام من كل 1 كيلو غرام من الدهون الإضافية.

وعلى العكس من ذلك، ارتبطت كل دقيقة من النشاط الخفيف خلال هذه الفترة بخسارة حوالي 3.6 غرام من الدهون في الجسم، ويشير هذا إلى أن النشاط الخفيف يمكن أن يقلل إجمالي الدهون المكتسبة في الجسم بمقدار 950 غرام إلى 1.5 كيلو غرام خلال 13 عاماً، ومن المثير للاهتمام أن ممارسة المزيد من النشاط المكثف، مثل الـ 60 دقيقة الموصى بها يومياً من قبل منظمة الصحة العالمية، ارتبط بانخفاض 70 إلى 170 غرام في إجمالي كتلة الدهون في الجسم. 

المصدر: مجلة Nature