ظهور مجموعة جنود الفيحاء

أخبار لبنان

حوار إعلامي يسلط الضوء على مجموعة جنود الفيحاء ويستضيف قائدها عبد العزيز طرطوسي

22 كانون الأول 2023 02:11

سلطت الإعلامية رابعة الزيات الضوء على جماعة جنود الفيحاء، من خلال برنامج استضافت فيه قائد الجماعة عبد العزيز طرطوسي.

ظهور مجموعة جنود الفيحاء

وفي حوار مع الإعلامية الزيات ضمن برنامج فوق 18 على قناة الجديد، ضم قائد جنود الفيحاء عبد العزيز طرطوسي، والكاتبة والناشطة السياسية إيناس كريمة، والناشط السياسي والأستاذ الجامعي هشام بو غنام، تم التركيز على ظهور مجموعة جنود الفيحاء مع انتشار عدد كبير من الفيديوهات التي ترفع شعارات مثل محاربة المثلية الجنسية والتصدي للانحلال الأخلاقي والدفاع عن الدين، تحت عناوين الأمن الاجتماعي والأخلاقي والديني، وما حدث منذ أيام قليلة حينما أثارت المجموعة بلبلة جديدة في مدينة جبيل وتحديدا بمحيط مسجد السلطان عبد المجيد بعدما اعتبر قائد المجموعة عبد العزيز طرطوسي أن المطاعم وأماكن السهر المجاورة للمسجد تنتهك حرمته الدينية.

وكان عبد العزيز طرطوسي قد ظهر في مقطع فيديو يتحدث عن وجود زينة الميلاد مضاءة في داخل شركة الكهرباء في لبنان بلهجة رافضة لها، وفي مقطع أخر أكد بأنه يعارض أن يكون أولاد المسلمين في مدارس المسيحيين وتحدى وجود شخص من طائفة أخرى يضع ابنه في مدرسة دينية إسلامية، وفي مقطع آخر أشار إلى وجود أرض بجوار مسجد في جبيل تعد لإقامة ما قال بأنه ديسكو قائلا: "هذا هو احترام الأديان والعيش المشترك"

قائد جنود الفيحاء عبد العزيز طرطوسي يبرر تصريحاته بحرية التعبير

ورد عبد العزيز طرطوسي على سؤال حول رأي البعض الذي يقول بوجوب أن يكون مكانه السجن على تصريحاته في بلد مثل لبنان المتمتع بصيغة العيش المشترك، وهو بأقواله يثير النعرات الطائفية ويحرض الطوائف والأديان على بعضها البعض.

وقال طرطوسي بأنهم في لبنان بلد الحريات وبأنه يحترم الحريات ضمن مبدأ عدم التجاوز للخطوط الحمراء للأديان، ودافع عن هجومه على إضاءة شجرة الميلاد داخل شركة الكهرباء بأن السبب يعود إلى إضاءتها في ظل عدم وجود كهرباء للناس، وسمح لنفسه بالتحدث باسم المسلمين قائلا بأنهم طيلة الحرب اللبنانية بقيت الكنائس موجودة بمناطقهم إلى الآن فيما لا يسمح لمسجد في مدينة جبيل أن يوضع له مئذنة على حد زعمه، متسائلا في لهجة حادة إن كان هذا هو العيش المشترك.

إيناس كريمة ترد على عبد العزيز طرطوسي

وردت الكاتبة والناشطة السياسية إيناس كريمة وهي ابنة مدينة طرابلس على ظهور جماعة جنود الفيحاء وتصريحات قائدها طرطوسي، معتبرة بأنّ المدينة أمام ظاهرة أمنية متفلتة وغير شرعية ولا تشبه طرابلس، وأن ظاهرة الأمن الذاتي خطيرة جدا بالنسبة لها، معلّلة ذلك بالقول "حين نصل إلى حد أن يقوم بعض الناس بالوصاية على الآخرين في مدينة كطرابلس معروفة بتنوعها على المستوى الاجتماعي والطائفي" وأضافت بأنها اطلعت على تفاصيل حراك مجموعة جنود الفيحاء ورأت بأن لديها أبعاد دينية وسياسية خطيرة.

وعلقت كريمة على مزاعم أن ما تقوم به المجموعة يندرج تحت حرية التعبير، موضحة بأن حرية التعبير محصورة بأن لا تتعدى على الآخر، وأن حرية التعبير لا وجود لها عندما لا تقف عند حدود حرية الأخرين.

وفي معرض ردها على كلام طرطوسي أكدت إيناس كريمة عدم جواز أن يقول بأنهم شكلوا هذه المجموعة لكي يطالبوا بحقوقهم لأن أحدا ما مغتصب للسلطة أو أن أحدا لا يقوم بواجباته وآخر لا يقوم بمهامه، لأنه سنجد بعد فترة أشخاصا آخرين يشكلون مجموعة ثانية تفعل مثل ما يفعلون، ثم مجموعة ثالثة وهكذا حتى نصبح بدكاكين أمنية، متسائلة إلى أين تأخذوننا؟ ومن قال له بأن طرابلس جاهزة لهذا الأداء الذي تقومون به، ومن قال له بأن هناك بيئة حاضنة له في طرابلس.

وتوجهت إيناس كريمة إلى عبد العزيز طرطوسي بالقول له بأنك تتكلم بخطاب يراه المئات من الناس، وأنت مسؤول عنه لأنه خطاب تحريضي وله أبعاد دينية وسياسية خطيرة، وحاججته بأن ما يقوم به هو ليس فقط أنه يلعب دور الدولة، وإنما يلعب دور "مطوع"، ويمكن أن نرى هذه الجماعة في المستقبل تلاحق الناس في الشوارع وتقول لهم: "اذهب إلى الصلاة ولا تذهب".

وبينت بأنها لا تلغي حق عبد العزيز بأنه ناشط ومؤثر في مكان ما، ولهذا فهو أمام مسؤولية كبيرة فهو يتوجه للناس، وهذا الخطاب الذي يتكلم به ليس جيدا لأنه يخرج من مدينة طرابلس التي يحاول أبناؤها التخلّص من الصبغة الطائفية وصبغة قندهار وكل ما نُسب إلى طرابلس من اتهامات باطلة، لتأتي هذه الجماعة وتعود لتلصق بأهل طرابلس هذه التهم.

وأكدت كريمة بأن أداء جماعة جنود الفيحاء تفلت وهو أداء غير شرعي يحدث في مدينتها طرابلس، وسألت عبد العزيز: "من وكلك بهذا الأمر"، مشيرة إلى أنه لا يمتلك أي حق بأن يظن في نفسه بأنه يطالب بحقوق الناس، فالناس هي التي تنزل للمطالبة بحقوقها، ولا وجود لأحد وكله بهذا الأمر وهو لا يمثل طرابلس ولم يعد هناك بيئة فيها تستقبل هذا الخطاب المتطرف، ولا أحد بالمدينة يريد هذا الخطاب والجميع فيها يرفضه.

هشام بو غنام يعلق على تصريحات عبد العزيز طرطوسي

ومن جهته أعرب الناشط السياسي والأستاذ الجامعي هشام بو غنام عن حزنه الشديد لما سمعه من ابن طرابلس عبد العزيز طرطوسي، واستذكر ما قيل عن طرابلس منذ أربع سنوات بأنها عروسة الثورة وكيف كان العالم ينظر إلى انفتاح طرابلس وكيف كانت جامعة للطوائف، مؤكدا بأن طرطوسي لا يمثل بكلامه أهل طرابلس.

ورد بو غنام على ما تكلم به عبد العزيز طرطوسي عن إضاءة شجرة الميلاد وربطها بموضوع الكهرباء، مبينا له بأنه حينما يريد ربط شيء بشيء آخر يجب ان يكون منطقيا، فكان الأجدى به ربط الكهرباء بالدولة ووزارة الطاقة وبأن يضع يده في أعينهم والجميع وراءه، أما حين يربط موضوع فساد وهدر بموضوع ديني فهذه ازدواجية.