أكدت الدراسات أن تصلب الشرايين يزيد بشكل كبير من مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية أو السكتات الدماغية.
وتشير دراسة حديثة إلى أن الأشخاص ذوي النشاط الليلي "أو بومة الليل" قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بتصلب الشرايين بمقدار الضعف مقارنة بنظرائهم من الأشخاص الذين ينامون ويستيقظون باكراً.
العلاقة بين النشاط الليلي وخطر الإصابة بتصلب الشرايين
يشكل تصلب الشرايين، وهو حالة تتميز بتراكم الرواسب الدهنية في الأوعية الدموية، خطراً متزايداً للإصابة بالنوبات القلبية أو السكتات الدماغية، وخاصة لدى كبار السن الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول.
ركز البحث على 771 مشاركاً تتراوح أعمارهم بين 50 إلى 64 عاماً، بهدف استكشاف ما إذا كان الأشخاص الذين يذهبون إلى الفراش في وقت متأخر ويكونون أكثر نشاطاً في فترة ما بعد الظهر والمساء، يظهرون معدل أعلى لتصلب الشرايين.
وكشفت النتائج أن أولئك الأشخاص ذوي النشاط الليلي لديهم احتمالية واضحة بنسبة 90٪ للإصابة بتصلب الشرايين مقارنة بالأشخاص الذين يستيقظون مبكراً، وتم تحديد ما يقرب من 17% من المشاركين على أنهم من الأشخاص ذوي النشاط الليلي، مع استبعاد أولئك الذين وصفوا أنفسهم بأنهم من الأشخاص الذين ينشطون في الليل "إلى حد ما".
المخاطر القلبية المرتبطة بالسهر
وتشير الدراسة إلى أن عدم التوافق بين النشاط الليلي وإيقاع الساعة البيولوجية الطبيعي، التي تكون مضبوطة عادة على النشاط خلال ساعات النهار، قد يساهم في حدوث مشاكل صحية.
وقد تم ربط هذا الاختلال في السابق بارتفاع ضغط الدم والالتهاب، وكلاهما عاملان يمكن أن يساهما في تلف الشرايين وتصلبها.
وبينما تسلط الدراسة الضوء على المخاطر القلبية الوعائية المحتملة المرتبطة بالسهر، يعترف الباحثون بأن الأشخاص الذين ينشطون في الليل غالباً ما يتبنون أنماط حياة أقل صحية، بما في ذلك العادات الغذائية السيئة، والتي يمكن أن تزيد لوحدها من خطر الإصابة بتصلب الشرايين.
السهر يضاعف خطر الإصابة بتصلب الشرايين
وتنصح الدكتورة "ميو كوباياشي فريسك" الباحثة الرئيسية في الدراسة من جامعة غوتنبرغ في السويد، الأشخاص الذين ينشطون في الليل بأن يكونوا على دراية بالارتباط المحتمل لهذه العادة مع تصلب الشرايين، وتقترح فريسك النظر في خيارات نمط حياة أكثر صحة مثل الحفاظ على نظام غذائي متوازن، والحصول على النوم الكافي، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام للتخفيف من المخاطر المحتملة.
وبفحص خطر إصابة المشاركين بأمراض القلب والأوعية الدموية على مدى العقد المقبل، مع الأخذ في الاعتبار العوامل المختلفة مثل العمر والجنس وضغط الدم ومستويات الكوليسترول وحالة التدخين، وجدت الدراسة أن الأشخاص الذين يسهرون الليل والذين لديهم خطر وراثي كبير للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية كانوا أكثر عرضة بنسبة 15 ضعف للإصابة بتصلب الشرايين مقارنة بالأشخاص ذوي الخطورة المنخفضة.
المصدر: جامعة غوتنبرغ