الأسلحة التي تستخدم في الحروب تزيد انتشار البكتيريا المقاومة للأدوية

علوم

الحروب والصراعات المسلحة تؤدي إلى انتشار البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية

28 كانون الأول 2023 15:37

تشير الأدلة التي وجدها الخبراء إلى أن الحروب والصراعات المستمرة في عدة أماكن من العالم أدت إلى ارتفاع معدلات الإصابة بالعدوى البكتيرية المقاومة للأدوية، فغالباً ما تخلق الصراعات ظروفاً مثالية لظهور مقاومة الأدوية وانتشارها، ويعود أول دليل على ذلك إلى الأربعينيات من القرن الماضي.

الحروب تلعب دوراً بانتشار الجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية

ما يثير القلق بشكل خاص في هذا الأمر هو أن عدد الصراعات في جميع أنحاء العالم وصل إلى مستوى تاريخي مرتفع، وهو في لا يزال يرتفع، ويشير هذا إلى أنه حتى مع وجود ما يقارب 5 ملايين حالة وفاة سنوياً مرتبطة الآن بمقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية، فربما قللنا بشكل كبير من الحجم الحقيقي لهذه الأزمة العالمية المتصاعدة، والتي يبدو أنها تنتشر بسرعة أكبر مما كنا نتصور.

حتى الآن، كان معظم التركيز على مقاومة المضادات ينصب على الاستخدام غير المناسب للمضادات الحيوية الموجودة وتضاؤل المعروض العالمي من المضادات الحيوية الجديدة مع انسحاب شركات الأدوية بشكل متزايد من سوق الإنتاج، ومن المؤكد أن هذه كانت الدوافع الرئيسية لمقاومة البكتيريا للأدوية، لكن الحروب الحالية تلعب أيضاً دوراً متزايد الأهمية، بسبب قدرتها على التعجيل بشكل كبير بظهور وانتشار الجراثيم المقاومة للأدوية، ويتعين علينا الآن أن نبدأ في إدراج ذلك في علومنا وسياساتنا وتفكيرنا، وخاصة في الفترة التي تسبق اجتماع الأمم المتحدة الرفيع المستوى بشأن مقاومة مضادات الميكروبات في عام 2024، وإذا فشل العالم في القيام بذلك، فهو يخاطر بإغفال جزء مهم جداً من هذه المشكلة.

العلاقة بين الحروب وخطر الإصابة بالعدوى المقاومة للأدوية

تقول منظمة "أطباء بلا حدود" أن مناطق الحروب تزيد من خطر الإصابة بالعدوى المقاومة للأدوية، وفي كثير من الأحيان، يمكن أن يؤدي الضرر الذي يلحق بالبنية التحتية الحيوية إلى الحد من قدرة الناس على الوصول إلى المياه النظيفة والصرف الصحي، مما يزيد من صعوبة الحفاظ على نظافة اليدين الأساسية، وبالتالي زيادة تعرض الناس لمسببات الأمراض، وبالمثل، فإن تعطيل المرافق الصحية والخدمات الصحية، مثل التطعيم، عندما يقترن بالنزوح البشري، يمكن أن يؤدي إلى تفشي الأمراض المعدية في حين أن نقص الموظفين الطبيين أو الموارد الطبية يمكن أن يزيد من صعوبة علاجها.

كما تلعب أنواع الإصابات التي يمكن أن تحدث أثناء الحروب وأنواع العمليات الجراحية التي تتطلبها ساحة المعركة دوراً مهماً أيضاً، فغالباً ما يتم إجراؤها في ظروف غير معقمة، مما يزيد من صعوبة منع تلوث الجروح، وهذا، إلى جانب عدم القدرة على الوصول إلى الأدوية البديلة، يمكن أن يجبر الأطباء في كثير من الأحيان على اللجوء إلى استخدام المضادات الحيوية واسعة النطاق، والتي يتم الاحتفاظ بها عادة كملاذ أخير، لاستخدامها فقط عندما تفشل المضادات الحيوية التي تستخدم في المراحل الأولى.

الأسلحة التي تستخدم في الحروب تزيد انتشار البكتيريا المقاومة للأدوية

هذا ومن الممكن أن تتضافر كل هذه العوامل لتشجيع ظهور وانتشار البكتيريا المقاومة للأدوية، كما كانت هناك أيضاً شكوك متزايدة حول الدور الذي قد تلعبه المعادن الثقيلة في هذه المشكلة، فقد أصبحت المعادن، من الرصاص والزئبق والنحاس إلى الزنك والأنتيمون والباريوم، شائعة الاستخدام بشكل متزايد في الأسلحة والذخائر، مع مستويات سمية يمكن أن تضع أيضاً ضغطاً كبيراً على البكتيريا ويجعلها تصبح مقاومة للأدوية. 

المصدر: موقع Stat News