الأشخاص المصابون بالاكتئاب يحتاجون لجهد أكبر لمعالجة الإيماءات

علوم

الاكتئاب يؤثر على استجابات الدماغ لأنواع مختلفة من الإيماءات

1 كانون الثاني 2024 11:50

كشفت دراسة جديدة أن الأشخاص المصابين بالاكتئاب يظهرون نشاط دماغي مختلف عندما يستجيبون للإيماءات مقارنة بالأشخاص الذين لا يعانون من الاكتئاب، ووجدت الدراسة، التي نشرت في مجلة Psychiatry Research Neuroimaging، أن نوع هذه الإيماءات والمعاني المرتبطة بها تؤثر على استجابة الدماغ لها.

ماهي الإيماءات؟

الإيماءات هي حركات الذراعين واليدين التي تعبر عن المعلومات أو عن المشاعر، ويمكن أن تكون هذه الإيماءات "فعالة" لإعطاء التعليمات، أو "معبرة" للتعبير عن المشاعر الداخلية، مثل التصفيق، ويمكن أن يكون للإيماءات أيضاً معنى إيجابي مثل رفع الإبهام، أو معنى سلبي مثل رفع الإصبع الأوسط.

الاكتئاب يؤثر على استجابة الدماغ للإيماءات

وقد أوضحت الأبحاث السابقة أن الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب، وهو اضطراب عقلي شائع يؤثر على المزاج والأداء الاجتماعي، لديهم تحيزات محددة عند التعرف على الإيماءات وتفسيرها، ومع ذلك، لا يُعرف سوى القليل عن كيفية معالجة الدماغ لهذه الإيماءات عند الشخص المصاب بالاكتئاب، وما هي مناطق الدماغ المحددة التي تلعب دوراً مهماً في تلك الاستجابة.

وللإجابة على هذه الأسئلة، قام فريق البحث بقيادة ماتيلد سيتسما من جامعة غلاسكو بدراسة 12 فرداً يعانون من الاكتئاب، بعمر 33 عاماً في المتوسط، و 12 فرداً آخر متطابق مع العمر والجنس.

استخدمت سيتسما وزملاؤها تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي fMRI، وهي تقنية تقيس نشاط الدماغ عن طريق الكشف عن التغيرات في تدفق الدم، وقام جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي بمسح أدمغة المشاركين أثناء مشاهدتهم لشاشة تعرض رسوماً متحركة لأشكال عصا تؤدي إيماءات مختلفة، والتي كانت إما فعالة أو معبرة، وإما إيجابية أو سلبية.

الأشخاص المصابون بالاكتئاب يحتاجون لجهد أكبر لمعالجة الإيماءات

وبعد التحليل، وجد الباحثون أن الأفراد المصابين بالاكتئاب لديهم نشاط أكبر بشكل عام في المناطق الدماغية التي تشارك في دمج المعلومات الحسية والحركية والعاطفية، مقارنة بالمجموعة الضابطة، ويشير هذا إلى أن الأشخاص المصابين بالاكتئاب قد يحتاجون إلى المزيد من الجهد والاهتمام لمعالجة الأنواع المختلفة من المعلومات المرتبطة بالإيماءات.

وبالإضافة إلى ذلك، ارتبطت مشاهدة الإيماءات الفعالة، التي تعطي تعليمات محددة، بنشاط أكبر في العصب الأيسر والتلفيف الصدغي العلوي، مقارنة بإدراك الإيماءات التعبيرية، وتشارك هذه المناطق الدماغية في المعالجة البصرية وإدراك الحركة، وتقول سيتسما وزملاؤها إلى أن هذا التنشيط قد يكون مرتبطاً بـ "التحيزات الذاتية المفضلة" حيث أن "الإيماءات الفعالة تخاطب الشخص بشكل واضح، بينما تشير الإيماءات التعبيرية إلى الحالة العاطفية لشخص آخر، ولهذا السبب، يعالج الناس هذه المعلومات المرتبطة بهم بطريقة تفضيلية، مما يشير إلى أن الإيماءات الفعالة تحوذ على المزيد من الاهتمام.

المصدر: مجلة Psychiatry Research Neuroimaging