وجدت دراسة حديثة أن الطريقة التي يتعامل بها الزوجين مع خلافاتهم يمكن أن تؤثر بشكل كبير على النمو الاجتماعي والعاطفي لأطفالهم، وتسلط نتائج الدراسة، التي نشرت في مجلة علم نفس الأسرة، الضوء على أنه على الرغم من أن وجود الخلافات في العلاقات هو أمر طبيعي، إلا أن كيفية التعامل مع هذه الخلافات يمكن أن تؤثر بشكل كبير ليس فقط على علاقة الزوجين ببعضهما، ولكن أيضاً على الصحة العاطفية والاجتماعية لأطفالهما.
تأثير الخلافات الزوجية على نمو الأطفال
ارتكز الباحثون على نظرية النظم الأسرية من أجل فهم كيفية انتشار الخلافات الزوجية، ومعرفة تواترها وطبيعتها، وتأثيرها على المهارات الاجتماعية والعاطفية لدى الأطفال، وهذا مجال بالغ الأهمية من مجالات التطور، ويشمل القدرة على فهم العواطف والتعبير عنها وتنظيمها، وهو أمر حيوي بشكل خاص خلال السنوات الأولى من الطفولة.
وقالت مؤلفة الدراسة "تشيوجي كونغ" طالبة في قسم التنمية البشرية والدراسات الأسرية في جامعة إلينوي: "الخلافات هي أمر شائع في جميع العائلات، وبالنظر إلى أن الخلافات الزوجية يمكن أن يكون لها آثار سلبية على كل من ديناميكيات الأسرة ونمو الطفل، فإنني أهدف إلى استكشاف الاستراتيجيات والعوامل التي يمكن أن تمنع مثل هذه التأثيرات السلبية من أجل مساعدة الأسر وتحقيق نتائج تنموية أكثر صحة".
الخلافات الزوجية تؤثر على المهارات الاجتماعية والعاطفية للأطفال
استخدمت الدراسة بيانات من الدراسة الطولية للطفولة المبكرة، وهي دراسة وطنية ترعاها وزارة التعليم الأمريكية، والتي تتبع تجارب الأطفال من مرحلة الطفولة إلى رياض الأطفال، وبالتركيز على المرحلة الثالثة من البيانات، عندما كان الأطفال في سنوات ما قبل المدرسة، شملت الدراسة عينة كبيرة من 3955 أسرة، وقد تم اختيار هذه المرحلة نظراً لأهمية المهارات الاجتماعية والعاطفية كمهمة تنموية أساسية للأطفال في هذا العمر.
الخلافات الزوجية تؤثر على المهارات الاجتماعية والعاطفية للأطفال
ووجد الباحثون أن الآباء الذين أبلغوا عن وجود خلافات زوجية متكررة كانوا يميلون إلى أن يكون لديهم قدر أقل من المشاركة والدفء في تربيتهم، إلى جانب ارتفاع التوتر في المنزل، وهذه العوامل بدورها ارتبطت سلباً بالمهارات الاجتماعية والعاطفية لدى أطفالهم.
طريقة حل الخلافات الزوجية تنعكس على النمو العاطفي والاجتماعي للأطفال
ومن المثير للاهتمام أن مشاركة الأب لم تؤثر بشكل كبير في هذه العلاقة، مما يشير إلى أن نوعية العلاقة مع الأطفال، وليس كمية الوقت الذي يقضيه الأب مع الأطفال، هي الأكثر تأثراً بالصراعات الزوجية.
ومن النتائج الرئيسية للدراسة هو دور الحل البناء لهذه الخلافات، فعندما حاول الوالدين حل الخلافات بشكل بناء، انخفضت الآثار السلبية للخلاف الزوجي على المهارات الاجتماعية والعاطفية لأطفالهم.
