التفكير المتفائل مرتبط باتخاذ قرارات خاطئة في الشؤون المالية

التفكير المتفائل مرتبط بتوقعات غير واقعية في القرارات المالية

ووجدت الدراسة أن الأشخاص ذوي القدرة المعرفية الأعلى هم واقعيين أو حتى متشائمين أكثر بنسبة 22% عندما يتعلق الأمر بالتخطيط المالي، مع انخفاض في التفاؤل بنسبة 34.8% مقارنة بالأشخاص ذوي القدرات المعرفية المنخفضة، وتم قياس المهارات المعرفية المنخفضة من خلال الطلاقة اللفظية، والقدرة على التفكير، والذاكرة.

يميل الأشخاص المفرطون في التفاؤل إلى توقع نتائج إيجابية غير واقعية عند القيام بتحركات الأعمال والاستثمار والأنشطة المالية الأخرى، وقد يؤدي ذلك إلى خسارة الأموال وفشل الأعمال والتورط في الديون.

كيف يؤثر التفاؤل والتشاؤم على اتخاذ القرارات المالية؟

وقال المؤلف الرئيسي "كريس داوسون" الأستاذ المشارك في الإدارة والتسويق والأعمال والمجتمع في جامعة باث: "تشير النتائج إلى أن انخفاض القدرة المعرفية يؤدي إلى زيادة احتمال التحيزات الذاتية، فالبشر مستعدون للتفاؤل، لكن الذكاء وليس التفاؤل هو من يحكم مدى سهولة تجاوز الاستجابة الأولية عند اتخاذ قرارات مالية مهمة".

وقال داوسون أن الأشخاص "الواقعيين يصدرون أحكاماً دقيقة حول المستقبل، والمتشائمون هم أولئك الذين يبالغون في تقدير احتمالية حدوث الأشياء السيئة"، وأضاف أن كلاً من التشاؤم والتفاؤل قد يلوثان وجهة نظر المرء بشأن النتائج المالية المستقبلية، حيث يكون الأول سلبياً بشكل مفرط والثاني إيجابياً بشكل مفرط.

التفاؤل مرتبط بالقرارات المالية السيئة

ومع ذلك، يقول الخبراء أن التفاؤل والتفكير الإيجابي لهما بعض الفوائد في العالم الحقيقي، حيث يمكن أن يوفر الحافز، وله فوائد اجتماعية كثيرة أيضاً، ويمكنه أن يجعل الناس يشعرون بالرضا عن أنفسهم، ومع ذلك، يحذر داوسون من أنه عندما يتعلق الأمر باتخاذ القرارات، وخاصة القرارات الكبيرة المتعلقة بالاستثمارات والمهنة، فإن وجود توقعات واقعية سيؤدي دائماً إلى اتخاذ قرارات أفضل ونتائج أفضل للأفراد، ويقول داوسون إن بحثه وجد أن الأشخاص الواقعيين هم الأكثر سعادة في الواقع.

وقال داوسون: "إن التفاؤل غير الواقعي هو أحد أكثر السمات البشرية انتشاراً، وقد أظهرت الأبحاث أن الناس يقللون باستمرار من الأمور السلبية ويشددون على الإيجابية، إن مفهوم "التفكير الإيجابي" متجذر بلا شك في ثقافتنا، ولكن سيكون من الأفضل إعادة النظر في هذا الاعتقاد".