زيادة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يرتبط بارتفاع مستويات الالتهاب

الالتهاب يرتبط بزيادة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي الالتهاب يرتبط بزيادة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي

كشف الباحثون في دراسة حديثة عن علاقة مثيرة للاستغراب: بأن الأفراد الذين يعانون من مستويات أعلى من الالتهاب، كما يتضح من علامة تعرف باسم البروتين التفاعلي C، يميلون إلى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أكثر من غيرهم.

العلاقة بين الالتهاب والتفاعلات الاجتماعية

تم ربط علامات الالتهاب في الماضي بالعديد من الحالات الصحية، بدءاً من أمراض القلب إلى التهاب المفاصل الروماتويدي، أما على الصعيد النفسي، فقد أشارت الأبحاث السابقة إلى أن الالتهاب قد يؤثر على السلوك، وخاصة السلوك الاجتماعي، وهذا أمر منطقي من وجهة نظر تطورية، فعندما أصيب أسلافنا بالعدوى، كانوا يحاولون البحث عن روابط اجتماعية أقوى لزيادة فرص بقائهم على قيد الحياة، ومع ذلك، وفي عالم اليوم الرقمي، تعمل منصات وسائل التواصل الاجتماعي كطريقة سهلة لتنفيذ هذا السلوك.

العلاقة بين السلوك الاجتماعي عبر الإنترنت وارتفاع مستويات الالتهاب

يعتبر الباحثون أن العلاقة بين الالتهاب والتفاعلات الاجتماعية في العصر الحديث أكثر صعوبة من الماضي، وبالاعتماد على الأدلة الحديثة، افترض البحث الحالي أن ارتفاع مستويات الالتهاب قد يرتبط بزيادة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا يعتمد على نظرية مفادها أن الالتهاب يمكن أن يعزز الدوافع للبحث عن روابط اجتماعية، وفي العصر الحديث، يتم ذلك عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك أو تويتر أو انستغرام.

وللتحقيق في هذه النظرية، أجرى الباحثون ثلاث دراسات مع إجمالي 524 طالباً جامعياً من ثلاث جامعات كندية مختلفة، وقدم هؤلاء الطلاب عينات دم لقياس مستويات البروتين التفاعلي C، وهو مؤشر معروف للالتهاب الجهازي، وقاموا أيضاً بملء استبيانات حول عاداتهم في وسائل التواصل الاجتماعي، مع تسجيل بعض التفاصيل الإضافية مثل تكرار الاستخدام ونوعه ومدته، وسمحت هذه الطريقة للعلماء بقياس ما إذا كان هناك رابط مباشر بين علامات الالتهاب والسلوك الاجتماعي عبر الإنترنت.

العلاقة بين السلوك الاجتماعي عبر الإنترنت وارتفاع مستويات الالتهاب

الالتهاب يرتبط بزيادة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي

وحتى بعد ضبط العوامل المربكة المحتملة مثل الجنس، والسمات الشخصية، وأعراض الاكتئاب، ظهر نمط واضح: أفاد الطلاب الذين لديهم مستويات أعلى من البروتين التفاعلي C أنهم يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي بشكل متكرر ولفترات طويلة، وبمعنى آخر، يبدو أن المشاركين الذين يعانون من المزيد من الالتهابات كانوا منجذبين أكثر نحو وسائل التواصل الاجتماعي، ربما كوسيلة حديثة لتلبية احتياجاتهم الجوهرية المتعلقة بالانتماء الاجتماعي.

وقال الباحثون: "وجدت الدراسة الحالية أن وجود الالتهاب يرتبط بزيادة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بين البالغين في منتصف العمر وطلاب الجامعات، إن دراسة الالتهاب والسلوكيات الاجتماعية على وسائل التواصل الاجتماعي تمثل فرصة مثيرة للاهتمام لفهم الآثار الاجتماعية للمرض في الحياة اليومية". 

المصدر: مجلة الدماغ والسلوك والمناعة