الجزيئات البلاستيكية في المياه المعبأة أكثر بـ 10 أضعاف من المتوقع

علوم

المياه المعبأة تحتوي على مئات الآلاف من المواد البلاستيكية الدقيقة التي تهدد الصحة

9 كانون الثاني 2024 16:53

تقوم الشركات والمطاعم الراقية بتسويق المياه المعبأة منذ فترة طويلة كبديل أكثر أماناً لماء الصنبور، وقالوا أنها تأتي مباشرة من نبع جبلي، وهي نقية وخالية من المواد الكيميائية، يبدو أن هذا الكلام ليس دقيقاً على الإطلاق، حيث أظهرت دراسة جديدة أجراها علماء من جامعة كولومبيا وجامعة روتجرز أن المياه المعبأة قد تكون أسوأ بكثير عندما يتعلق الأمر بالملوثات البلاستيكية الدقيقة التي تستطيع المرور إلى مجرى الدم.


خطر انتشار المواد البلاستيكية الدقيقة في المياه المعبأة

لسنوات عديدة، دق العلماء ناقوس الخطر بشأن الانتشار العالمي للمواد البلاستيكية الدقيقة، والتي تتشكل عندما يتحلل البلاستيك إلى جسيمات شديدة الصغر، فقد تم العثور على هذه الجسيمات، التي يتراوح حجمها من خمسة ملليمترات إلى ميكرومتر واحد، أي جزء من مليون من المتر، في قمة جبل إيفرست وفي قاع أعمق خنادق المحيطات، مع تأثيرات غير معروفة على صحة الإنسان والنظام البيئي، وقد وجدت الدراسات السابقة أن لتر واحد من المياه المعبأة يمكن أن يحتوي على عشرات الآلاف من الجزيئات البلاستيكية التي يمكن التعرف عليها من خلال المجهر، لكن تلك الدراسات توقفت عند عتبة ميكرومتر واحد، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى القيود التكنولوجية.

الجزيئات البلاستيكية في المياه المعبأة أكثر بـ 10 أضعاف من المتوقع

لكن دراسة جديدة نُشرت يوم أمس الاثنين 8 كانون الثاني في مجلة PNAS، استخدمت تقنية الليزر المطورة حديثاً للعثور على قطع أصغر من الميكرومتر، مما يزيد من عدد الجزيئات البلاستيكية في المياه المعبأة بمعامل يصل إلى 10 أضعاف، وفي بعض الحالات، إلى أكثر من 100 ضعف، وباستخدام هذه التكنولوجيا الجديدة، التي اخترعها عالم الفيزياء الحيوية بجامعة كولومبيا والمؤلف المشارك في الدراسة "وي مين" اكتشف المؤلفون ما متوسطه 240 ألف قطعة بلاستيكية دقيقة في كل لتر من المياه المعبأة.

المخاطر الصحية للمواد البلاستيكية النانوية الموجودة في المياه المعبأة

تم اعتبار ما يقرب من 90% من الجسيمات عبارة عن مواد بلاستيكية نانوية، والتي، كما يوحي الاسم، أصغر من 1 ميكرومتر، وعلى عكس المواد البلاستيكية الدقيقة، فإن المواد البلاستيكية النانوية قادرة على المرور عبر الأمعاء والرئتين إلى مجرى الدم، ومن هناك يمكنهم الاستقرار في عضلة القلب والأعضاء الأخرى، وتجاوز الحاجز الدموي الدماغي إلى الدماغ، وحتى إلى أجسام الأطفال الذين لم يولدوا بعد عن طريق عبور المشيمة. 

المصدر: مجلة PNAS