أكدت دراسة جديدة أن المنزل المزدحم قد لا يكون هو الأفضل للصحة النفسية لأطفال الأسرة.
يميل المراهقون الذين ينتمون إلى عائلات كبيرة إلى أن تكون صحتهم النفسية أسوأ من المراهقين الذين لديهم عدد أقل من الأشقاء، وفقاً لتحليل واسع النطاق للأطفال في الولايات المتحدة والصين.
عدد الأخوة يؤثر على الصحة النفسية للأطفال
في الولايات المتحدة، يتمتع الأطفال الذين ليس لديهم أو لديهم أخ واحد بأفضل صحة نفسية، بينما في الصين كانت الصحة النفسية هي الأفضل بين الأطفال الوحيدين، حسبما جاء في التقرير الذي نُشر في مجلة Journal of Family Issues.
وكشفت البيانات الأمريكية أن وجود أشقاء أو أشقاء أكبر سناً متقاربين في العمر يميل إلى أن يجعل الصحة النفسية للأطفال أسوأ، وأظهرت النتائج أن أقوى الارتباطات السلبية بالصحة النفسية لوحظت بين الأشقاء الذين ولدوا بفارق عام واحد فقط بينهم.
كيف تؤثر كثرة الأشقاء على الصحة النفسية للأطفال؟
وقال الباحث الرئيسي في الدراسة "دوج داوني" أستاذ علم الاجتماع في جامعة ولاية أوهايو: إن النتائج يمكن تفسيرها بشكل أفضل من خلال فرضية "تقسيم الموارد".
وقال داوني في بيان صحفي للجامعة: "إذا كنت تفكر في موارد الوالدين مثل الفطيرة، فإن طفل واحد يعني أنه سيحصل على كل الكعكة، أي كل اهتمام وموارد الوالدين، ولكن عند إضافة المزيد من الأشقاء، يحصل كل طفل على موارد واهتمام أقل من الوالدين، وقد يكون لذلك تأثير كبير على صحتهم النفسية".
وقال داوني أن هذا التفسير يُعطى وزناً أكبر من خلال حقيقة أن الأشقاء المتباعدين بالعمر لديهم تأثير سلبي أقل، في حين أن الأطفال الأقرب في العمر سيتنافسون على نفس موارد الوالدين.
الأطفال في الأسر الكبيرة يتميزون بصحة نفسية أسوأ من غيرهم
وأضاف داوني أنه من الممكن أيضاً أن تختلف الأسر التي لديها العديد من الأطفال بطرق أخرى قد تؤثر على الصحة النفسية لأطفالهم، فعلى سبيل المثال، في كل من الصين والولايات المتحدة، كانت الأسر الأكثر ثراء تتمتع بأفضل صحة نفسية.
وقال داوني: "ما وجدناه هو أنه عندما تجمع كل الأدلة، فإن تأثير الأشقاء على الصحة النفسية يكون سلبياً أكثر من كونه إيجابياً".
وأوضح داوني أن أحد عيوب الدراسة هو أن البيانات لم تتضمن نوعية العلاقات بين الأخوة، حيث يمكن أن تكون علاقات الأخوة القوية والإيجابية أكثر فائدة للأطفال ولها آثار إيجابية على الصحة النفسية.
المصدر: مجلة Journal of Family Issues