تأثير ألعاب الفيديو العنيفة على التعاطف مع الآخرين

علوم

ألعاب الفيديو العنيفة لا تدفع إلى العنف ولا تؤثر على التعاطف تجاه الآخرين

16 كانون الثاني 2024 17:22

كشفت الأبحاث الجديدة عن أدلة واضحة تساعد على فهم أفضل لكيفية تأثير ألعاب الفيديو العنيفة على التعاطف مع الآخرين.

حيث أشارت دراسة جديدة إلى أن ألعاب الفيديو العنيفة لا تدفع الأشخاص إلى العنف أو تؤثر على تعاطفهم. 

تأثير ألعاب الفيديو العنيفة على التعاطف مع الآخرين

يعتبر معظم الخبراء أن ألعاب الفيديو العنيفة ترتبط بالسلوك العدواني، لا سيما بسبب المخاوف من أنها قد تمنع اللاعبين من التفريق بين العنف في الألعاب والعنف الحقيقي وبالتالي تؤدي إلى انخفاض التعاطف تجاه آلام الآخرين، ومع ذلك، فإن الدراسات التي تحقق في هذه الفرضية غالباً ما تسفر عن نتائج متضاربة، ربما بسبب المشاكل في منهجية البحث، فعلى سبيل المثال، غالباً ما تعتمد الأبحاث التي تسعى إلى تأكيد أن الألعاب العنيفة تؤدي إلى إزالة التحسس العاطفي على اختبار المشاركين مباشرة بعد جلسة اللعب، مما يحد من التفسيرات حول التأثيرات على المدى البعيد، وتقارن العديد من الدراسات أيضاً هؤلاء اللاعبين بأشخاص ليس لديهم خبرة في الألعاب، مما يجعل من الصعب تقييم ما إذا كانت الألعاب العنيفة تقلل من التعاطف، أو ما إذا كان الأفراد الأقل تعاطفاً هم عادة أكثر عرضة للانجذاب إلى هذا المحتوى.

ألعاب الفيديو العنيفة لا تعزز سلوك العنف ولا تقلل التعاطف مع الآخرين

هدفت الدراسة الجديدة إلى دراسة التأثيرات طويلة المدى لألعاب الفيديو العنيفة باستخدام تصميم تجريبي يتجاوز بعض هذه القيود، حيث تم تجنيد مجموعة مكونة من 89 شاباً يتمتعون بخبرة قليلة في الألعاب للعب إما نسخة شديدة العنف أو نسخة غير عنيفة من نفس اللعبة لمدة سبع جلسات مدتها سبع ساعات على مدار أسبوعين، وتم تقييم الطريقة التي يتفاعل بها دماغهم مع الصور العنيفة ومعالجة آلام الآخرين قبل وبعد هذا "التدريب على الألعاب" باستخدام الرنين المغناطيسي الوظيفي، وأظهرت التحليلات عدم وجود تغييرات في هذه التدابير لدى المتطوعين الذين لعبوا النسخة العنيفة من اللعبة، مما يشير إلى أنها لم تخدرهم وتدفعهم إلى العنف أو تؤثر على تعاطفهم.

وفي حين أن الدراسات التجريبية لا يمكنها دراسة تجارب اللاعبين في العالم الحقيقي بشكل كامل، فإن النتائج التي توصل إليها الباحثون في هذه الدراسة تمثل خطوة نحو حل الجدل العلمي الدائر حول تأثير الألعاب العنيفة على التعاطف، وفي نهاية المطاف، فإن الفهم الأعمق لكيفية تأثير هذا النوع من الوسائط على عواطفنا يمكن أن يساعد في توجيه قرارات صنع السياسات بشأن الوصول إلى المحتوى العنيف. 

المصدر: مجلة eLife