ماهو تأثير الإضاءة الليلية على الضمور البقعي المرتبط بالعمر ؟

علوم

التعرض للضوء أثناء الليل يزيد من مخاطر الإصابة بالضمور البقعي

18 كانون الثاني 2024 04:07

مع ارتفاع مستويات الضوء الاصطناعي الخارجي ليلاً، تزداد أيضاً احتمالات الإصابة بالسبب الرئيسي لفقدان البصر، وهو الضمور البقعي المرتبط بالعمر AMD.

الإضاءة الليلية والضمور البقعي

وجد الباحثون من كوريا الجنوبية أن الأشخاص الذين يعيشون في مناطق من ذلك البلد ذات مستويات عالية من إنارة الشوارع وغيرها من الإضاءة الاصطناعية لديهم أكثر من ضعف احتمالات الإصابة بالضمور البقعي المرتبط بالعمر، مقارنة بأولئك الذين يعيشون في المناطق ذات المستويات الأدنى من الإضاءة.

اقرا المزيد : دراسة: الضمور البقعي هو السبب الرئيسي لفقدان البصر لدى كبار السن

وقال فريق الباحثين بقيادة الدكتورة أهنول ها، من قسم طب العيون في كلية الطب بجامعة جيجو الوطنية، أن هذا الخطر ظل قائماً حتى بعد أن أخذوا في الاعتبار عوامل محيرة مثل مشاكل النوم والاكتئاب.

العلاقة بين الضوء الاصطناعي ومرض الضمور البقعي

قد يكون سكان المدن معرضين بشكل خاص لخطر الإصابة بالضمور البقعي، نظراً لأن العلاقة بين المرض والضوء الاصطناعي الخارجي "تم العثور عليها فقط في المناطق الحضرية، حيث كان متوسط مستوى الضوء الاصطناعي الخارجي في الليل أعلى بثلاث مرات منه في المناطق الريفية". 

ونشرت النتائج التي توصلوا إليها يوم الثلاثاء في 16 كانون الثاني في مجلة JAMA.

الضمور البقعي المرتبط بالعمر

يحدث الضمور البقعي المرتبط بالعمر عندما يتدهور جزء من شبكية العين يسمى البقعة الصفراء "أو اللطخة الصفراء" بمرور الوقت، حيث يبدأ الناس بفقد رؤيتهم المركزية، مما يجعل المهام الشائعة مثل القيادة أو القراءة صعبة.

وقال الدكتور ماثيو غورسكي، طبيب العيون في نورثويل هيلث في نيويورك، أن AMD "يؤثر بشكل عام على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً، وتشمل الأعراض الشائعة للضمور البقعي رؤية ضبابية، وتشوه الرؤية، حيث تظهر الخطوط المستقيمة متموجة، ويمكن أن تتراوح الأعراض من الحد الأدنى إلى اضطراب الرؤية الشديد الذي يسبب العمى". 

وفي دراستهم، تساءلت الدكتور ها وفريقها عما إذا كان انتشار الضوء الاصطناعي في الليل يمكن أن يلعب دوراً في المرض، لأنه مرتبط بالفعل بحالات أخرى مثل السمنة وأمراض القلب وبعض أنواع السرطان واضطرابات الصحة العقلية.

دراسة تأثير الضوء الاصطناعي على شبكة العين

وهناك أيضاً أبحاث تشير إلى أن الضوء الاصطناعي قد يضر شبكية العين بطرق مختلفة، وأشارت الدراسة إلى أن التعرض للضوء يمكن أن يلحق الضرر بخلايا الشبكية الحساسة، كما يمكن أن يؤدي أيضاً إلى اضطراب إيقاعات الساعة البيولوجية وإتلاف هذه الخلايا، ويمكن أن يؤدي إلى تغيرات هرمونية قد تكون ضارة أيضاً.

وفي البحث الجديد، قامت ها وزملاؤها بتحليل بيانات أكثر من 126 ألف كوري جنوبي تبلغ أعمارهم 50 عاماً أو أكثر، وتم تشخيص إصابة حوالي 4100 منهم بالضمور البقعي المرتبط بالعمر AMD.

وتتبعت مجموعتها أيضاً المكان الذي يعيش فيه هؤلاء الأشخاص، وقارنته بصور الأقمار الصناعية التي تظهر مستويات الضوء في جميع أنحاء كوريا الجنوبية في الليل، وتم تقسيم مساكن الأشخاص إلى أربعة مجموعات، مرتبة حسب مقدار الضوء الاصطناعي الخارجي الذي قد يتعرضون له في الليل.

نتائج الدراسة 

ووجدت الدراسة أن كبار السن الذين يعيشون في المناطق الحضرية ذات أعلى مستويات الضوء الاصطناعي الخارجي لديهم 2.17 ضعف احتمالات الإصابة بالضمور البقعي المرتبط بالعمر، مقارنة بالأشخاص الذين يعيشون في المناطق ذات المستويات الأدنى.

وأشار الفريق إلى أن البيئة الليلية ذات الإضاءة الساطعة قد تزيد من احتمالات الأرق أو حتى الاكتئاب، لكنهم قالوا أن النتائج لم تتغير حتى بعد تعديل تلك العوامل، كما وجدت الدراسة أن الخطر يرتفع مع تقدم العمر، ويبدو أن الرجال أكثر تأثراً بالضوء الاصطناعي من النساء.

مجلة JAMA