الأسباب التي تجعلنا نستمر في العلاقات الفاشلة

علوم

الأسباب التي تجعل الأشخاص يستمرون في العلاقات التي يعرفون أن مصيرها الفشل

21 كانون الثاني 2024 12:50

من الشائع أن يجد الأفراد أنفسهم عالقين في شبكة من الروابط التي يعرفون، في أعماقهم، أنها سوف تفشل، هذه الظاهرة، والتي يفرض فيها الناس على أنفسهم الالتزام بالعلاقات على الرغم من الاعتراف بالعيوب المتأصلة فيهم، هي جانب محير من السلوك البشري.

إن الاستمرار في العلاقات التي مصيرها الفشل له تأثير بعيد المدى يؤثر على جوانب مختلفة من حياتنا، حيث يمكن أن تكون هذه العلاقات مرهقة عاطفياً، مما يؤدي إلى التوتر المزمن والقلق وحتى الاكتئاب، فهي تستنزف طاقتنا وتحول تركيزنا بعيداً عن التقدم الشخصي واكتشاف الذات. 

عواقب الاستمرار في العلاقات غير الناجحة

ومن الناحية الاجتماعية، قد يجعل الاستمرار في هذه العلاقات الأشخاص منعزلين، ويوقعونهم في ديناميكيات غير صحية، ولذلك يبعدون أنفسهم عن الأصدقاء والعائلة الذين قد يقدمون لهم الدعم والنصيحة.

كما يمكن أن تعيق العواقب طويلة المدى قدرتنا على تكوين روابط صحية في المستقبل، مما يؤدي إلى استمرارنا في حلقة مفرغة من العلاقات غير الناجحة، ولذلك فإن فهم هذه الظاهرة أمر بالغ الأهمية لأي شخص يسعى إلى التحرر من العلاقة المحكوم عليها بالفشل.

الأسباب التي تجعلنا نستمر في العلاقات الفاشلة

ولذلك يجب أولاً أن نفهم أسباب استمرار الأفراد في العلاقات التي يعرفون أنها غير ناجحة:

1. الخوف من الوحدة

الخوف من الوحدة هو سبب هام يجعلنا نتمسك بالعلاقات على الرغم من علامات عدم التوافق الواضحة، وكمخلوقات اجتماعية، البشر مهيئون للبحث عن الرفقة والتواصل مع الآخرين مما يجعل العزلة أمراً مخيفاً، وهذا الخوف يمكن أن يدفع الأفراد إلى القبول بالعلاقات التي تقدم مجرد مظهر من التواصل، والتخلي عن التوافق الحقيقي.

2. اضطرابات التعلق المرضي

تؤثر مشكلات التعلق علينا وتجبر الأفراد على الالتزام بالعلاقات الفاشلة بشكل أساسي ومحاولة انجاحها، وسواء كان سبب مشاكل التعلق هو تجارب الطفولة أو الصدمات السابقة، فإن مشكلات التعلق هذه تخلق شوقاً شديداً للارتباط والتواصل مع الطرف الآخر، مما يشكل الأساس للالتزام بعلاقة غير صحية، كما أن السعي اليائس للحصول على قبول الآخرين قد يعمي الأفراد عن بعض المشاكل الواضحة، مما يدفعهم إلى التمسك بالعلاقات التي توفر إحساساً مؤقتاً بالأمان، حتى لو كان التأثير الإجمالي ضاراً.

3. التنافر المعرفي

التنافر المعرفي "أو التناقض المعرفي" هو ظاهرة نفسية تنشأ عن اعتناق معتقدات أو مواقف متضاربة، مما يدفع الأشخاص إلى مواصلة الاستثمار في العلاقات التي يعرفون بوعي أنها غير ناجحة.

عندما يواجه الأفراد التناقض المعرفي بين الاعتراف بالعيوب الواضحة في العلاقة والرغبة الشديدة في نجاحها، فقد ينخرطون في رياضة عقلية لقبول خياراتهم، ويمكن لهذا الصراع الداخلي أن يشوه تصور المرء للواقع، مما يطمس الخطوط الفاصلة بين ما هو حقيقي وما هو مجرد أمنيات. 

المصدر: Forbes