اكتشاف نجم نيوتروني نابض يدور مع جسم غريب لا يجب أن يكون موجوداً

منوعات

اكتشاف نجم نيوتروني يدور حول جسم غامض فشل علماء الفلك في تفسير طبيعته

22 كانون الثاني 2024 14:55

اكتشف علماء الفلك نجماً نيوترونياً يدور حول جسم غامض لا يجب أن يكون موجوداً بكل المقاييس، ويبدو هذا الجسم غير مرئي في الضوء، وأصغر من أن يكون ثقباً أسود، وهو جسم لم يستطع العلماء تفسير طبيعته.

اكتشاف نجم نيوتروني نابض يدور مع جسم غريب

بدأ اللغز عندما اكتشف علماء الفلك، باستخدام التلسكوب الراديوي MeerKAT في جنوب أفريقيا، نجماً نابضاً في كتلة كروية تسمى NGC 1851، في كوكبة كولومبا، والنجوم النابضة هي نوع من النجوم النيوترونية التي تتمتع بمجالات مغناطيسية قوية، مما يخلق مخاريط من موجات الراديو التي تنتشر مثل ضوء المنارة، وعندما تكون هذه المخاريط مواجهة للأرض، فإنها تبدو لنا وكأنها تنبض بانتظام، ومن هنا جاءت تسميتها، ولأن هذه الإشارات ثابتة للغاية ويمكن التنبؤ بها، يستطيع علماء الفلك دراسة توقيتها وحساب كمية مذهلة من المعلومات حول البيئة المحيطة بها، وفي هذه الحالة، وجدوا أن النجم النابض كان يدور مع جسم آخر، وهنا بدأت الأمور تصبح غريبة.

وقال "براجوال بادماناب" المؤلف المشارك للدراسة: "عندما نظرنا إلى صور هابل لـ NGC 1851، لم نر شيئاً في هذا الموقع، ومن ثم، فإن الجسم الموجود في مدار النجم النابض ليس نجماً عادياً، ولكنه بقايا كثيفة للغاية من نجم منهار".

من المعروف أن بقايا النجوم المنهارة تتخذ أحد شكلين: إما نجم نيوتروني آخر، أو ثقب أسود، ولكن هناك مشكلة، فقد وجد أن الجسم ضخم جداً بحيث لا يمكن أن يكون نجماً نيوترونياً، ولكنه ليس ضخماً بما يكفي حتى يمكن اعتباره ثقباً أسوداً.

اكتشاف نجم نيوتروني يدور حول جسم غامض لا يمكن تفسير طبيعته

ووفقاً للنماذج، تكون النجوم النيوترونية دائماً أصغر من حوالي ضعفي كتلة الشمس، في حين أن الثقوب السوداء لا تكون أبداً أقل من حوالي خمس أضعاف كتلة الشمس، ويدعم ذلك ملاحظات الكون أيضاً، فالأجسام المدمجة تقع دائماً ضمن فئة أو أخرى، حتى الآن، على الأقل، كما وجد العلماء أن كتلة هذا الجسم المكتشف حديثاً تتراوح بين حوالي 2.1 و 2.7 ضعف كتلة الشمس، مما يقع بشكل مباشر في تلك "الفجوة الكتلية" المحددة، وهذا يعني أنه يمكن أن يكون إما أثقل نجم نيوتروني معروف، أو أخف ثقب أسود معروف، أو ربما شيئاً آخر تماماً.

وقال "باولو فريري" المؤلف المشارك في الدراسة: "مهما كان هذا الجسم، فهو شيء مثير للاهتمام فعلاً، فإذا كان ثقباً أسوداً، فسيكون أول نظام معروف للنجوم النابضة والثقوب السوداء، والذي سيكون بمثابة الكأس المقدسة لعلم فلك النجوم النابضة لعقود من الزمن، وإذا كان نجماً نيوترونياً، فسيكون لذلك آثاراً أساسية على فهمنا للحالة المجهولة للمادة بهذه الكثافات المذهلة".  

المصدر: مجلة Science